حرص المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل على تذييل تصريحاته التي أدلى بها في أفريقيا، قبل أن يصل إلى تل أبيب مساء أمس، بعبارة واحدة: لا حلّ إلا بدولتين فلسطينية وإسرائيلية، في إشارة قد تكون رسالة واضحة لحكام الدولة العبرية، الذين يلتقيهم اليوم وغداً بهدف استطلاع «الفجوات» الموجودة بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية حيال التسوية الخاصّة مع السلطة الفلسطينية.وقد تابع الموفد الأميركي الخاص جولته الأفريقية الشمالية. فبعد المغرب، حطّ في الجزائر ثم تونس، حيث جدّد التأكيد أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما «تدعم حل الدولتين في الشرق الأوسط». ووُضعَت الجولة الأفريقية تلك في خانة «المسعى لحشد التأييد العربي للجهود الرامية إلى استئناف محادثات السلام الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية»، على قاعدة أنّها تحتلّ «أولوية مطلقة لأوباما».
وقال ميتشل في الرباط، إثر مباحثاته مع وزير الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، إن بلاده «تؤمن بأن الحل القائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام يمثّل الحل الأفضل والوحيد، الكفيل بتسوية هذا النزاع». وتابع «سنعمل على تحقيق هذا الهدف خلال الاجتماعات التي سأعقدها في المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين»، في إشارة إلى جدول الأعمال المكثف الذي ينتظره في زيارته التي تشمل، بدءاً من اليوم، إسرائيل والأراضي المحتلة في الضفة الغربية ومصر وعدداً من دول الخليج، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية.
وسيمكث ميتشل في الأراضي المحتلة حتى يوم غد، ويتوجه بعدها إلى رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينيين، قبل أن يسافر إلى مصر في اليوم نفسه، وبعدها إلى الخليج العربي.
ومن تونس، التي وصل إليها بعد الجزائر، أشار الموفد الأميركي، بعد لقائه رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، إلى أنّ أوباما «عازم على أن يجعل من السلام الشامل في الشرق الأوسط أولوية مطلقة»، منوّهاً «بدعم تونس ونصائحها الثمينة من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط».
ووصف ميتشل محادثاته مع رئيس الوزراء التونسي بـ«الممتازة»، لافتاً إلى أن تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط «هدف مشترك تتقاسمه تونس والولايات المتحدة».
وكان ميتشل قد وصل إلى تونس ليل الثلاثاء ـــــ الأربعاء بطريقة غير معلنة سلفاً، قادماً من الجزائر حيث التقى الرئيس عبد العزيز بو تفليقة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)