أحدث قرار الرئيس باراك أوباما تخفيف العقوبات على كوبا خضّة في القارة اللاتينية. وعشية قمة الأميركيات: فيدل كاسترو يكتب كثيراً، وراوول لم يعلّق، وهوغو تشافيز متريّث
بول الأشقر
لم يعد فيديل كاسترو يتوقف عن الكتابة. كل يوم تقريباً وأحياناً أكثر من مرة في اليوم. وبعد قرار الرئيس باراك أوباما تخفيف العقوبات الاقتصادية عن كوبا، كتب الزعيم الشيوعي ـــــ الذي تحول إلى «صحافي» ـــــ ثلاثة مقالات في أقل من 24 ساعة؛ عنوان الأول كان «عن الحصار، لم يقل كلمة واحدة»، شدّد فيه على أن «ما يعني كوبا التي لن تطلب حسنة، هو رفع الحصار»، وبرّأ أوباما من الجرائم التي ارتكبها أسلافه من الرؤساء الأميركيين.
وفي المقال الثاني بعنوان «أيام لا يجب نسيانها»، يستعيد فيديل تاريخ الولايات المتحدة المجرم في القارة، واصفاً خطوة أوباما بـ«الإيجابية مع أنها زهيدة». وفي الثالث، ردّ على الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، التشيلي خوسي ميغيل إنسولزا، الذي صرّح بأنّ «على كوبا أن تتغير للعودة إلى منظمة الدول الأميركية». مقال ذكّر فيه فيديل بأن المنظمة وُلدت «تجسيداً للخيانات التي ارتُكبت بحق شعوب أميركا اللاتنية خلال العقود الستة الأخيرة»، قبل أن يشير إلى أنّ قمة الأميركيات «ستكون امتحاناً للذكاء والحياء» وأن هافانا «لن تزحف على ركبتيها للعودة إلى منظمة الدول الأميركية».
وفي مقاله الأخير، «العالم لن يرتاح»، يعود كاسترو إلى أحد مواضيعه المفضلة، وهو «أزمة الطاقة والتغيير المناخي». ويعرج فيه على قمة الـ20 الأخيرة في لندن، ليخلص إلى أنّ رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون «تعاطى بتعالٍ مع ممثلي العالم الثالث وأساء التصرف مع أوباما لكونه أسود»، قبل أن يختم قائلاً: «العالم لن يرتاح، وكذلك أوباما».
ويجمع المراقبون على أنّ «مناورات» كبيرة قد بدأت في القارة، عنوانها صمت الرئيس الكوبي راوول كاسترو الذي لم يعلق بعد على قرار البيت الأبيض القاضي برفع القيود عن سفر الأميركيين من أصل كوبي وتحويلاتهم المالية.
وينتظَر وصول راوول إلى كراكاس اليوم للمشاركة في قمة «الألبا» التي تضم فنزويلا وكوبا وبوليفيا وهوندوراس ونيكاراغو. وهي تسبق قمة الأميركيات التي ستبدأ غداً في ترينيداد وتوباغو. حتى الرئيس هوغو تشافيز، على عكس عادته، فضّل التريث عندما سئل عن رأيه بالقرار الأميركي. وجاء رده على الشكل الآتي: «إنه قرار من طرف واحد وليس لدي المعلومات الكافية عن مداه، لا نريد أن نستبق الأمور، وأنا لا أستطيع أن أتكلم باسم كوبا، لننتظر».