يتوقف في المكسيك لبحث قضايا المخدرات والأسلحة والهجرة والتجارةفي زيارته الخارجية الثالثة كرئيس، يتوجه باراك أوباما اليوم إلى قمة الأميركيات التي تجمع 33 زعيماً. مواجهة ستكون اختباراً لوعوده الانفتاحية ولردّ الفعل عليهابدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة إلى العاصمة المكسيكية، مكسيكو، حيث التقى نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون، في إطار السعي إلى حشد الجهود في المعركة الخطيرة التي تهدد حدود بلاده الجنوبية، والمتمثّلة في حرب المخدرات في المكسيك، وذلك في إطار جولة على أميركا اللاتينية ستنقله إلى حضور قمة الأميركيات في ميناء إسبانيا، عاصمة ترينداد وتوباغو، يلتقي خلالها، للمرة الأولى بصفته رئيساً أميركيّاً، زعماء لاتينيين يُفترض أنهم ألدّ أعداء واشنطن، وهو وعد بالانفتاح عليهم وبادر إلى ذلك.
ويقول المراقبون إن الرئيس الأميركي يبدو أكثر تصميماً من سلفه جورج بوش، لإقراره بأن بلاده، أكبر مستهلك في العالم للكوكايين، تتحمل المسؤولية المشتركة عن نشاطات العصابات المكسيكية. وقد أثنى الرئيس كالديرون على «التوجّه البنّاء» لإدارة أوباما، لكنّ العلاقات بين البلدين لا تنحصر في المخدرات، بل تمتد لتطال التجارة والطاقة والأزمة الاقتصادية والهجرة.
فالمكسيك ليست جاراً عادياً للولايات المتحدة. فهناك 90 في المئة من المخدرات التي تدخل إليها تأتي من جارتها، و90 في المئة من الأسلحة التي تمثّل عصب الحرب التي تخوضها كارتيلات المخدرات تأتي من الولايات المتحدة. وتمثّل أيضاً اتفاقية «نافتا»، التي تضم إضافة إلى الجارتين كندا، قضية أساسية بينهما. صحيح أنها سمحت بمضاعفة ناتج المكسيك القومي، لكنها أسهمت أيضاً في انهيار الزراعة. لذا ينتظر كالديرون أن يتلقّى ضمانات من أوباما خلال قمة الأميركيات بشأن السياسات الحمائية.
وفي مقابلة مع محطة «سي أن أن»، قُبيل توجهه إلى المكسيك، أشاد أوباما بكالديرون، ووصف حربه على المخدرات بأنها «عمل بطولي واستثنائي». وقال إنه يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة في الحرب على المخدرات وتدفّق الأموال والأسلحة على القارة الجنوبية. وأضاف «لن نتعاطى مع منع المخدرات التي تأتي إلى الشمال فقط، لكننا سنساعد أيضاً على وقف تدفق الأسلحة والأموال إلى الجنوب».
وفي سياق انفتاح الإدارة الجديدة على النصف الجنوبي من القارة، رأى أوباما أن «الزمن يتغيّر»، وأنّ علاقته بالرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا هي أفضل علاقة بين زعيمين لدولتين كبيرتين. وتابع قائلاً: «ينبغي أن نكون شركاء، ليس هناك شريك كبير وآخر صغير». ومن المرتقب أن يلتقي أوباما ولولا مع باقي قادة أميركا اللاتينية في قمة الأميركيات.
وورفض الرئيس الأميركي توجيه انتقادات إلى قادة بوليفيا والإكوادور وفنزويلا الذين اتخذوا إجراءات لتعديل دساتير بلادهم لتمديد بقائهم في السلطة. وقال «أعتقد أنه من المهم للولايات المتحدة ألا تبلغ الدول الأخرى كيفية القيام بممارساتها الديموقراطية وما يجب أن تتضمنه دساتيرها»، مضيفاً «يعود لشعوب هذه الدول اتخاذ القرار في ما يتعلق بشؤونهم».
وعن رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، العدو اللدود للرئيس السابق جورج بوش، قال أوباما إنه «رئيس لدولته، وسيكون واحداً من بين العديد من الزعماء الذين سألتقيهم». ورأى أن للولايات المتحدة دوراً ريادياً في المنطقة، لكنّه أقرّ أيضاً بأن «للدول الأخرى مساهمات ووجهات نظر مهمة». وقال «نريد الاستماع والتعلم والتكلم، وأعتقد أن الاحترام المتبادل وإيجاد مصالح مشتركة سيخدمان الجميع».
وبشأن الجزيرة الشيوعية، كوبا، التي أمر بتخفيف الحصار عنها، بدا أوباما كأنه يعرض العصا والجزرة، قائلاً «لا نريد من كوبا أن تتوسلنا. لا أحد يطلب منها ذلك. جلّ ما نريده هو إعطاء إشارات على التغيير»، مضيفاً «ما نتطلع إليه هو الحصول على إشارة أنه سيكون هناك تغيّر في كيفية عمل كوبا يضمن إطلاق السجناء السياسيين، وأن يتمكّن الناس من التعبير عن أفكارهم بحرية، وأن يستطيعوا السفر والكتابة والذهاب إلى الكنيسة وعمل أشياء كتلك التي يعملها الناس في نصف الكرة الأرضية». وتابع «إذا كان هناك نوع من الحركة على هذه الجبهات في كوبا، أعتقد أنه يمكننا أن نرى المزيد من ذوبان الجليد في العلاقات والمزيد من التغيير».
وقد أصدر الرئيس الأميركي قراراً بتخفيف القيود على انتقال الأشخاص والأموال من الولايات المتحدة إلى الجزيرة الشيوعية، بداية الأسبوع الماضي، ولا سيما الأميركيين الكوبيين الذين فروا إلى واشنطن منذ نصف قرن وبنوا حياتهم وكوّنوا ثروات وأسسوا جماعات ضغط من أجل النضال ضد نظام هافانا الشيوعي. ولكنّ الخبراء يقولون إن الجيل الجديد من هؤلاء الكوبيين الأميركيين يريد علاقات دافئة بين واشنطن وهافانا، وإلغاء الحظر المفروض على الجزيرة منذ نصف قرن. وقد رفعت هذه الجماعة في الآونة الأخيرة ورقة إلى الرئيس الأميركي طالبته فيها بتخفيف القيود. ويعيش أكثر من 1.25 مليون كوبي أميركي في الولايات المتحدة، ينتشر غالبيتهم (نحو 800 ألف) في جنوب فلوريدا.
(الأخبار)