أنهت روسيا رسمياً أمس «عملية مكافحة الإرهاب» المستمرة منذ عشر سنوات في الشيشان، بقرار من الرئيس ديمتري مدفيديف، فاتحة الباب أمام حقبة جديدة من تطبيع العلاقات في المنطقة
موسكو ــ حبيب فوعاني
كانت روسيا على موعد أمس مع قرار حاسم، وهو الإعلان رسمياً عن إلغاء نظام عملية مكافحة الإرهاب الذي فرض على الجمهورية الشيشانية قبل عشر سنوات، الأمر الذي لمّح إليه الرئيس ديمتري مدفيديف في الآونة الأخيرة. ووفقاً لمدير مصلحة الأمن الفدرالية الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، الذي يرأس اللجنة القومية لمكافحة الإرهاب، أعلن أنه بتكليف من الرئيس، أُلغي هذا النظام الأمني المشدد الذي جعل من الشيشان منطقة شبه عسكرية لعملية مكافحة الإرهاب في نهاية عام 1999.
وأوضح بورتنيكوف أن «مكافحة الإرهاب ستجري منذ الآن وفقاً للنظام العام المعمول به في المناطق الروسية الأخرى»، معتبراً أن «إلغاء النظام الخاص سيساعد على تطبيع الوضع في المنطقة، وإصلاح الاقتصاد والبنية التحتية الاجتماعية وتطويرها». وفي السياق، قالت مصادر في وزارة الداخلية الروسية إن «قوات الداخل الفدرالية التابعة لها والمرابطة في الشيشان مؤقتاً، والبالغ عددها 20 ألف مجند، ستُسحب على مراحل إلى المناطق الروسية الأخرى».
من جهته، نوّه الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، بأهمية القرار لاقتصاد الجمهورية الروسية القوقازية، الذي «سيتلقّاه بارتياح رجال الأعمال الكثيرون من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، وخصوصاً أنهم يُبدون اهتمامهم منذ زمن بعيد بالشيشان، ويريدون توظيف استثمارات كبيرة في اقتصادها، لكنهم يخشون ذلك بسبب القيود الأمنية المفروضة والمرتبطة بعملية مكافحة الإرهاب». وأضاف إن «الجمهورية، ومن دون انتظار اتخاذ القرار، بنت مطار غروزني المدني، الذي يجب في رأيه أن يُمنح صفة دولية».
وتابع قديروف، الذي سعى طويلاً إلى إلغاء هذا النظام، أن «القيادة الروسية بقرارها أكدت رسمياً واقعة القضاء على وكر الإرهاب».
وكانت السلطات الفدرالية الروسية قد قامت بعملياتها الحربية الأولى في الشيشان عام 1994. وفي تشرين الأول من عام 1999، بدأت بتنفيذ عملية ثانية واسعة لـ«مكافحة الإرهاب»، بعد قاد القائد الشيشاني الميداني شامل باساييف، هجوماً كبيراً في الثاني من آب من عام 1999 على قرى جمهورية داغستان الروسية المجاورة، وكذلك بعد اتهام الشيشانيين بتفجير أبنية ومجمعات سكنية في موسكو في الأول من أيلول من العام نفسه.