عاد التوتر ليخيّم على العلاقة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، على خلفية المناورات العسكرية المشتركة بين الأخير وجورجيا، التي طالبت موسكو بتأجيلها أعلن المتحدث باسم البعثة الروسية لدى حلف شمالي الأطلسي في بروكسل أمس، أن «روسيا طلبت تأجيل المناورات التي أعلن حلف شمال الأطلسي عزمه على إجرائها في أيار المقبل في جورجيا»، قائلاً إن هذه المناورات «لا يمكنها إلا أن تزيد الوضع في المنطقة تعقيداً، وهو ليس سهلاً أصلاً». وأضاف «سنبعث رسالة إلى الحلف نطلب فيها عدم إجراء هذه المناورات في الوقت الراهن».
هذا الطلب تزامن مع انتقاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، «لخطط حلف شمالي الأطلسي لإجراء مناورات في جورجيا»، معتبراً أنها قد «تمنح النظام الجورجي شعوراً بالحصانة وترفع حدة التوتر في منطقة القوقاز».
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن لافروف قوله، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود، «آمل أن تتجنّب دول الأطلسي، لدى التخطيط للتعاون مستقبلاً مع جورجيا في إطار برنامج الشراكة من أجل السلام، خطوات من شأنها دفع النظام الجورجي من جديد إلى الشعور بأن كل شيء مباح له وأنه غير معرّض للعقاب». وقال إن المناورات «لن ترسل الإشارة الصحيحة للذين يرغبون بإخلاص في تحقيق الاستقرار في القوقاز».
وأضاف لافروف إن «على الجميع أن يستخلصوا من أحداث آب 2008 درساً مفاده أن تسليح جورجيا أمر خطير»، في إشارة إلى الحرب بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية التي بدأت في الثامن من آب الماضي. من جهته، قال الناطق باسم حلف الأطلسي، روبرت بشيل، لـ«نوفوستي» إن هذه المناورات «عبارة عن تمارين أركان عسكرية، وستجري من دون استخدام السلاح والمعدات الحربية»، مضيفاً إنها تهدف إلى «تحسين العمل المشترك بين الأطلسي والبلدان الشريكة، وذلك في إطار برامج «الشراكة من أجل السلام» و«الحوار المتوسّطي» و«مبادرة إسطنبول للتعاون». وأضاف إن «هذه المناورات ليست للأطلسي، وهي منفتحة على جميع الدول الشريكة لمنظمة الحلف بما فيها روسيا».
في المقابل، اتهم الوزير الجورجي للشؤون الأوروبية والمحيط الأطلسي، جيورجي باراميدز، روسيا «بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية ومواصلة سياسات الحرب الباردة من خلال الدعوة إلى تأجيل التدريبات العسكرية مع الأطلسي». وأضاف إن «روسيا تسعى إلى مواصلة سياسة المناطق ذات النفوذ»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التحرك». وأشار إلى أن «روسيا يجب أن تتخلى عن حقبة الحرب الباردة وسياساتها الظالمة والضغط على جيرانها».
(أ ف ب، يو بي آي)