موسكو ــ حبيب فوعانيأكدت النتائج الرسمية لإعادة فرز الأصوات في مولدافيا فوز الشيوعيين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، الأمر الذي يعني أنهم سيؤلفون الحكومة الجديدة منفردين، في وقت دعت كل من روسيا والولايات المتحدة إلى العمل ضمن إطار القانون والدستور.
وذكر سكرتير اللجنة المركزية المولدافية للانتخابات، يوري تشوكان، أمس، أن «البيانات التي تسلمتها اللجنة لم تُظهر أي تزوير لمصلحة أي من المتنافسين في الانتخابات». ووفقاً للنتائج الرسمية للانتخابات، التي جرت في الخامس من الشهر الجاري، سيدخل البرلمان الجديد الحزب الشيوعي المولدافي بحصوله على 49.48 في المئة من الأصوات، يليه الحزب الليبرالي بنسبة 13.14 في المئة، والحزب الليبرالي ـــــ الديموقراطي 12.43 في المئة، وتحالف «مولدافيا لنا» 9.77 في المئة.
وسيحصل الشيوعيون على 60 مقعداً من أصل 101 في البرلمان الجديد، بينما ستحصل المعارضة مجتمعة على 41 مقعداً، الأمر الذي سيسمح للشيوعيين بتأليف الحكومة منفردين، لكنهم لا يزالون بحاجة إلى صوت واحد للحصول على ثلاثة أخماس الأصوات لاختيار الرئيس، الذي يجري في البرلمان.
وفي تعليق جديد شديد اللهجة على أعمال الاحتجاج التي جرت في كيشيناو، نوه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف بأن «هذا النوع من النشاط المدني يجب أن يحصل وفق إطار قانوني لا على طريقة الثورات الملونة، التي لم تجلب سوى الفقر ومشكلات حقوق الإنسان إلى الفضاء السوفياتي السابق». وانتقد بحدة محاولة رفع علم «دولة أخرى» على المباني الرسمية الحكومية المولدافية. وأضاف بشأن ما حصل في مولدافيا «يمكنني أن أفهم أن يكون المواطنون غير راضين عن النتيجة، أفهم أن تطالب المعارضة الحكومة بأخذ بعض التدابير. ولكن يجب أن يحصل كل ذلك ضمن الحدود القانونية».
وكان رئيس الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف، قد أكد أن الاضطرابات في مولدافيا كانت من صنع يد الاستخبارات الغربية. وفي تلميح إلى «الثورات الملونة»، التي جرت في جمهوريات أخرى من الفضاء السوفياتي السابق، قال إن هذه الاستخبارات نفذت من قبل «عمليات مماثلة في أماكن أخرى».
من جهتها، حثت الولايات المتحدة على الهدوء، معربةً عن قلقها من التقارير التي أشارت إلى سوء معاملة السلطات للمعتقلين خلال أعمال الاحتجاج في الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، روبرت وود، «نحث الحكومة على أن تتصرف بناءً على القانون، وعلى التزاماتها الدولية، في تعاملها مع المعارضين والمتظاهرين والإعلام»، موضحاً أنه «على كل الأطراف التصرف بمسؤولية»، مرحباً بكلام للرئيس المولدافي فلاديمير فورونين عن حصانة لبعض المعارضين، معتبراً أنها خطوة نحو المصالحة.
وفي السياق، نقلت وكالة «نوفوستي» للأنباء، عن رئيسة المكتب الصحافي للنيابة العامة المولدافية، ماريا فييرو لنوفوستي، إعلانها أنها وجهت إلى رجل الأعمال غابريل ستاتي، تهمة محاولة الاستيلاء على السلطة وتنظيم أعمال شغب عامة.
وكان قد ألقي القبض على ستاتي، الذي يعتبر أحد أغنى رجال الأعمال المولدافيين، في أوكرانيا، وسُلّم إلى الجانب المولدافي. يشار إلى أن ممولي أعمال الشغب في العاصمة قد غادروا مولدافيا، واعتُقل 118 شخصاً من مدبريها.
وتحافظ كيشيناو على علاقات جيدة مع بروكسل، ولكنها على عكس جورجيا وأوكرانيا، تحافظ أيضاً على علاقات جيدة مع روسيا، التي تعتبر سوقاً ضخمة لعمل المولدافيين ولتسويق النبيذ المولدافي. ويتحلى فورونين بصبر كبير تجاه حل مشكلة جمهورية ترانسنيستريا، ذات الأكثرية الروسية، التي تطالب بالانفصال عن مولدافيا.