أعلن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، في شريط مسجّل، أول من أمس، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لم يغيّر أيّ شيء في صورة الولايات المتحدة وطريقة تصرّفها تجاه العالم الإسلامي، محذراً المسلمين من الانخداع «بوجهه التغييري».وقال الظواهري «الرئيس الجديد أوباما لم يغير أي شيء في صورة أميركا تجاه المسلمين والمظلومين»، مضيفاً «إنها أميركا التي تقتل المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان». وتابع «إنها أميركا التي تسرق ثرواتهم، وتحتل أراضيهم، وتدعم السرقة، والفساد والحكام الخائنين في دولهم»، ثم خلص «وبالتالي، فإن المشكلة لم تنته، وعلى العكس يبدو أنها تتفاقم وتتسارع». وكان الرئيس الأميركي قد استغل زيارة تركيا في بداية هذا الشهر، كي يعلن من على منبر البرلمان التركي أن الولايات المتحدة ليست ولن تكون أبداً في حرب مع الإسلام. وشدّد في حينها على أن القوة الغاشمة وحدها لن توقف التطرّف.
لكن الظواهري أصرّ في رسالته على أن إدارة أوباما ما هي إلا استمرار لسياسات الإدارة السابقة لسلفه جورج بوش، ولكن بوجه آخر، قائلاً «أميركا أتت إلينا بوجه جديد، في محاولة لخداعنا به، وجه يدعو إلى التغيير، ولكنه لتغييرنا، من أجل أن نسلم إيماننا وحقوقنا، وليس لتغيير جرائمهم، وعدوانهم، ونهبهم، وفضائحهم». وتحدث الظواهري عن الاستراتيجية الأميركية الجديدة لأفغانستان وباكستان التي أطلقها أوباما أخيراً، قائلاً إن سياسات أوباما الجديدة في أفغانستان ستؤدي فقط إلى الهزيمة كما كانت حال السوفيات والبريطانيين سابقاً. كذلك انتقد «النفاق الأميركي» في محاولة تطبيق الديموقراطية الغربية في الشرق الأوسط، ولكن فقط عندما تناسب مصالحها. وقال «الحملة الصليبية الغربية أظهرت لنا حقيقة ديموقراطيتها، وحريتها، وعدالتها، وحقوق رجالها، وليس رجالنا، حقوق الرجل الغربي في استعباد كل الرجال غيره، لأن من ليس غربياً لا يُعدُّ بأنه ينتمي إلى الجنس البشري».
وعن فلسطين، قال الرجل الثاني في «القاعدة» لسكان قطاع غزة «وحده الجهاد والحرب المقدسة سيحرران فلسطين»، ثم دعا جميع المسلمين إلى الجهاد، طالباً من أجل ذلك المساعدة المالية. كذلك حذر الظواهري حركة «حماس» من الخضوع للضغوط المصرية وضغوط الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس للاعتراف بإسرائيل، وطالب الفلسطينيين باستهداف الإسرائيليين وحلفائهم بالخارج. وقال «إذا ضاقت الظروف في مكان، فإنها تتسع في أماكن غيرها، وأعداؤنا من الصليبيين واليهود منتشرون في كل مكان».
وكان الظاهري قد انتقد في السابق قبول حركة «حماس» اتفاق التهدئة مع الدولة العبرية العام الماضي، وهو ما لاقى امتعاضاً في أوساط الحركة الإسلاميّة.
(أ ف ب، أ ب)