موسكو ــ حبيب فوعانياحتفل النازيون الجدد الروس، أمس، كعادتهم كل عام منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، بذكرى ميلاد الزعيم النازي أدولف هتلر، وذلك من خلال شنّ الهجمات على الأجانب، فيما حذّر مصدر في وزارة الداخلية الروسية من إمكان حدوث أعمال خارجة عن القانون، لافتاً إلى أن الوزارة ستقمع بقسوة مثل هذه الأعمال، ومؤكداً إعلان حالة التأهب القصوى في صفوف رجال الشرطة.
وبدأ النازيون الجدد باكراً الاحتفال بعيدهم، حين اقتحم عشرون منهم ورشة بناء في موسكو يعمل فيها عمال أجانب من طاجيكستان وأوزبكستان، واعتدوا على 15 عاملاً بوحشية، ما أدى إلى إصابة خمسة بأعيرة نارية، إضافة إلى عامل آخر بطعنات السكاكين، قبل أن يتواروا عن الأنظار.
وأعربت المدافعة الروسية عن حقوق الإنسان، سفيتلانا غانوشكينا، عن دهشتها لعجز وزارة الداخلية عن وأد حملات النازيين الجدد، الذي ينشطون علناً خلافاً لمناهضي الفاشية، الذين يضطرون إلى التخفي.
ومن ناحيتها، أعلنت حركة «ناشي» الشبابية الموالية للكرملين نية نشطائها مساعدة الشرطة والمناوبة في أمكنة تجمع الأجانب. وأعلنت الحركة أنها ستولي اهتماماً خاصاً بحراسة جامعة الصداقة بين الشعوب ومركز الجالية اليهودية والكنيس الرئيسي في موسكو. ودعا زعماء الجالية الأذربيجانية في روسيا مواطنيهم إلى تجنب الخروج إلى الشوارع في هذا اليوم درءاً للمخاطر.
ويعيد محللون هذه الظاهرة إلى حالة الفراغ الفكري التي يعيشها المجتمع الروسي بعد سقوط الشيوعية وعدم تجذّر القيم المسيحية و«اتصال روسيا بالثقافة الغربية من طريق المجاري الصحية»، بتعبير المخرج الروسي سيرغي غوفوروخين، حيث انتشرت المظاهر المغلوطة لهذه الثقافة مثل العنف والمخدرات من طريق بعض الأفلام الأميركية الرخيصة.
إضافة إلى ذلك، على الرغم من وصف فلاديمير بوتين، في آخر أيام رئاسته، مستخدمي ورقة القومية العنصرية بالأنذال، واتهامهم بتقويضهم أسس الدولة الروسية من دون وعي منهم، فإن بعض السياسيين الروس لا يعزفون عن استخدام هذه الورقة الرابحة.
ولم يجد حرجاً حتى رئيس الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، من الانضمام إلى جوقتهم بعد تفاقم الأزمة المالية، حيث حذّر بعد لقائه الرئيس دميتري مدفيديف أخيراً، من 3 آلاف عامل أجنبي عاطلين من العمل يدورون في الشوارع مخبّئين في جيوبهم المطارق للاعتداء على الروس ونهبهم.
يضاف إلى ذلك المستوى المهني لرجال الشرطة، الذي هبط إلى الحضيض بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، إذ أصبحت موسكو الآن تشبه أي عاصمة أميركية لاتينية بنسبة فساد رجال الشرطة، الذين لا همَّ لهم سوى مضايقة وابتزاز العمال الأجانب البائسين.