خاص بالموقع | PM 11:17ساعات قليلة تفصل عن اقتراب انتهاء أطول حرب أهلية شهدتها القارة الآسيوية. فإذا هزمت الحكومة السريلانكية “نمور التاميل”، فإن ذلك سيضع حداً لحملة استمرت أكثر من 30 عاماً شنّها المتمردون من أجل إقامة وطن لهم في الجزيرة التي تسكنها غالبية من السنهاليين
واصل الجيش السريلانكي، أمس، تقدمه في المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المتمردين التاميل، فيما استمر آلاف المدنيين بالفرار مع انتهاء مهلة الـ24 ساعة التي حددتها كولومبو للانفصاليين من أجل الاستسلام.
وأعلنت وزارة الدفاع السريلانكية “أنّ القوات البرية تمكّنت من قطع الشريط الضيّق البالغة مساحته 15 كيلومتراً مربعاً، الذي لا يزال نمور تحرير إيلام تاميل يسيطرون عليه في شمال شرق البلاد، إلى شقين”.
وكانتّ الأمم المتحدة والحكومات الغربية قد حثّت الجيش على تجديد هدنة قصيرة للتفاوض على خروج المدنيين. دعوة قابلتها الحكومة بالرفض على أساس أن “النمور” رفضوا كل المطالب بالسماح بخروج المدنيين.
ويبدو أنّ كولومبو مقتنعة هذه المرة بأن حركة التاميل، بعد 37 سنة من المواجهات، تلفظ أنفاسها الأخيرة بعدما كانت تسيطر حتى 2007 على نحو 18 ألف كيلومتر مربع في شمال شرق البلاد، حيث كانت تتطلّع إلى إقامة دولتها المستقلة. لذا، أمهلت السلطات القائد الأعلى لنمور التاميل فيلوبلاي برباكاران، المحاصر، والذي لم يظهر منذ 18 شهراً، 24 ساعة (انتهت مساء أمس) حتى يستسلم.
وفي السياق، قال الرئيس السريلانكي ماهيندا رجاباكسي إنّ المتمردين يواجهون “هزيمة تامة”، وإن وقت قائدهم قد انتهى. وأضاف أنّ “الخيار الوحيد الذي يملكه برباكاران هو الاستسلام”. وتابع “لا أريد منه أن يتناول الزرنيخ وينتحر. عليه أن يواجه التهم الموجهة إليه على أعماله”.
في هذه الأثناء، تواصلت حركة نزوح آلاف السكان التاميل، فيما أفادت الأمم المتحدة عن قيام متمردي التاميل بمنع الناس قسراً من مغادرة المكان وإجبار آخرين على القتال.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الجنرال أودايا ننايكارا إنّ خمسين ألف مدني فرّوا من المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها المتمردون، منذ أول من أمس.
كذلك اتهمت الحكومة حركة التمرد بأنها قتلت أول من أمس 17 لاجئاً، بينما قال التاميل إنّ العسكر قتلوا في اليوم نفسه أكثر من ألف مدني في عمليات قصف. وأضافت الحركة الانفصالية، في بيان، “هناك مذبحة ترتكب”.
وأمام تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين، حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أول من أمس، من أنّ العالم ليس أمامه إلا ساعات قليلة لمنع حصول “حمام دم” في سريلانكا. وقالت المسؤولة في المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أنا نيستات، “نخشى حصول حمام دم”، مؤكدةً أنّه ليس أمام المجتمع الدولي سوى بضع ساعات “ليقول بوضوح لطرفي النزاع، أي نمور تحرير إيلام تاميل والحكومة السريلانكية، إنهما لن يخرجا بلا خسائر” من هذا الوضع.
وأضافت نيستات أنه يجب على المجتمع الدولي أن يقول إن “الخسائر غير الضرورية وغير المشروعة في أرواح المدنيين تعتبر جرائم حرب، وإن الزعماء، بمن فيهم القادة العسكريون، سيتحمّلون مسؤوليتها”.