طهران ـ محمد شمصحذّرت إيران، أمس، إسرائيل من أي هجوم محتمل تشنّه ضدها، مؤكدة على لسان رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، أن «العالم سوف يفاجأ بنوع الرد الايراني» على أي اعتداء محتمل على بلاده.
وقال لاريجاني، خلال مؤتمر المدعين العامين للدول الاسلامية في طهران أمس، «لم أسمع أحداً من الخبراء والمتخصصين في المنطقة أو العالم يستطيع التكهن أو معرفة حجم وطبيعة الرد الإيراني إذا نفّذت إسرائيل عدواناً عسكرياً على إيران. لكن ليعلموا أن الرد الايراني سيسلبهم طعم الراحة والنوم من عيونهم». وأضاف أن «أميركا ستقف عاجزة عن تقديم أي مساعدة أو دعم لإسرائيل في هذه المواجهة المفترضة». ووصف إسرائيل بأنها «بؤرة الإرهاب العالمي وبصماتها موجودة في الكثير من الاضطرابات والاغتيالات في العالم».
وكان لاريجاني يرد على ما أوردته صحيفة «التايمز» اللندنية السبت الماضي، عن استعداد جيش الاحتلال الاسرائيلي لشنّ ضربات جوية واسعة النطاق ضد منشآت نووية إيرانية. ونقلت «التايمز» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه ينبغي استهداف أكثر من 12 هدفاً في إيران بينها قوافل متحركة. وأوضح المسؤول الاسرائيلي للصحيفة البريطانية «نحن لا نصدر تهديدات ضد إيران من دون أن تكون لدينا الوسائل لتنفيذها. لقد حدث في الآونة الأخيرة تقدم والكثير من عمليات التحضير التي تشير الى رغبة إسرائيل في التحرك».
في غضون ذلك، دعت طهران الى محاكمة خمسة وعشرين مسؤولاً وضابطاً إسرائيلياً في محكمة الجزاء الدولية بتهم ارتكابهم جرائم حرب وإبادة جماعية. وأكد رئيس السلطة القضائية هاشمي شهرودي، في المؤتمر الدولي للمدعين العامين، «ضرورة التوصل إلى آليات قانونية وقضائية تتيح ملاحقة المجرمين الصهاينة وسوقهم الى المحاكم الدولية، وذلك انتصاراً للضحايا والمظلومين الفلسطينيّين، وإحقاقاً لمبدأ الحريات الأساسية للإنسان واحترام كرامته».
وأضاف شهرودي إن «جرائم إسرائيل الفظيعة آلمت ضمائر البشرية وأضحت فكرة معاقبة الجناة مقبولة عالمياً. كما أن إسرائيل اليوم في عزلة دولية رغم محاولات الولايات المتحدة تلميع صورتها عبر ميزانية أقرتها وزارة الخارجية الأميركيّة بلغت قيمتها ملياري دولار».
ودعا شهرودي المشاركين في المؤتمر، الذي ينتهي اليوم، طبقاً للمادة 22 من ميثاق الأمم المتحدة، إلى متابعة تشكيل المحكمة الدولية لمجرمي الحرب «الصهاينة» من خلال الجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وقال الأمين العام للمؤتمر، القاضي سعيد مرتضوي، «إنه بناءً على الشكاوى الواسعة الواردة من عدة دول ضد هؤلاء المجرمين الإسرائيليين، ووجود أكثر من 160 وثيقة مرفقة مع صور للضحايا وشهادات ذويهم تشير الى تورّطهم في جرائم ضد الإنسانية، واستناداً الى المادتين 146 و147 من ميثاق جنيف، أنشئت في طهران محكمة لمحاكمة هؤلاء المجرمين وأعدّ بيان الادّعاء العام بهذا الملف بعدما قدّمت طلباً رسمياً الى الانتربول من أجل ملاحقتهم واعتقالهم وتسليمهم الى العدالة». واقترح المؤتمر، في حال فشل محاكمتهم في محكمة الجزاء الدولية، إنشاء محكمة إسلامية خاصة بهذه الجرائم.