strong>طهران تعلن «قريباً» «إنجازات» عسكريّة... وكلينتون تهدّدها بعقوبات «قاسية»تبدو طهران خلال هذه الأيام كقطب الرحى، تدور حوله كل قضايا المنطقة والعالم. فبعد يومين من كلمته «الصاخبة» في جنيف، انبرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وسط عشرات المدّعين العامين من دول العالم الإسلامي، ليطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلية على غزة

طهران ــ محمد شمص
اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، إسرائيل بارتكاب «تطهير عرقي» ضد الفلسطينيين، مطالباً بتقديم المجرمين إلى العدالة. وقال خلال المؤتمر الدولي للمدّعين العامين في البلدان الإسلامية، الذي اختتم أعماله في طهران أمس، إن «اجتماعنا اليوم إنما هو بهدف وضع حد للجرائم الفظيعة التي يرتكبها الصهاينة وعدم الإفلات من العقاب وملاحقة مجرمي الحرب ومحاكمتهم على جرائمهم، وأيضاً أولئك المنتصرين في الحرب العالمية الثانية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
واعتبر البيان الختامي للمؤتمر «كلّاً من حكومات أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا مجرمي حرب»، مشدداً على «ضرورة محاكمة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين المتورطين في جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة واستخدامهم الأسلحة المحرمة دولياً».
وأعدّ المؤتمرون لائحة متهمين مؤلفة من خمسة وعشرين مسؤولاً وضابطاً إسرائيلياً وموثّقة بمئة وستين وثيقة دولية سترفع إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. كذلك أسّسوا الأمانة العامة القضائية في طهران لهذا الغرض.
من جهة ثانية، أفادت أجهزة الأمم المتحدة بأن الرئيس الإيراني الذي أثار جدلاً واسعاً في «مؤتمر دوربان 2 حول العنصرية» في جنيف الاثنين، لم يصف محرقة اليهود بمسألة «ملتبسة ومريبة» مثلما ورد في نص كلمته.
وأفادت مديرة الإعلام في الأمم المتحدة في جنيف ماري أوزي، في بيان، بأن أجهزة الأمم المتحدة «تثبّتت بمساعدة مترجم فوري من أنه (نجاد) عوض أن يقول (إن الحلفاء أقاموا دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية) «بحجة معاناة اليهود ومسألة المحرقة الملتبسة والمريبة» مثلما هو مكتوب في النص (بالإنكليزية) الذي وزعته بعثة إيران، قال (بالفارسية) «بحجة معاناة اليهود ومسألة المحرقة».
أمّا مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة جان باتيست ماتيي، فقد قال أمام الجمعية العامة في جنيف «لن نقبل أن ينحرف هذا المؤتمر عن هدفه، ولا أن يصبح رهينة. لن نقبل أن تتحول هذه المنصة إلى منبر للحقد».
على صعيد آخر، أعلنت طهران تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى تفوق قدراتها ومداها صواريخ «شهاب» و«سجيل»، التي تصل إلى ألفي كيلومتر. وكشف وزير الدفاع مصطفى نجار أن إيران ستعلن قريباً إنجازات في مجال الصناعات العسكرية وتكنولوجيا الصواريخ البالستية التي وصفها بالدفاعية، مؤكداً أن «إيران توصلت إلى انتاج صواريخ متفوّقة وحديثة تصل إلى مستويات أبعد مدىًوردّ الوزير نجار على ما نشرته صحيفة «تايمز» الأميركية عن اكتمال الاستعدادات الإسرائيلية لضربة عسكرية لإيران، قائلاً إن «القوات المسلّحة الإيرانية سترد الصاع صاعين على كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على إيران، وهي جاهزة لمواجهة أي عدوان يستهدفها».
كذلك ردّت طهران في بيان رسمي على رزمة الاقتراحات الغربية لمجموعة الدول الست الكبرى، رحّبت فيه باستئناف الحوار البنّاء، مع تمسكها بحقها في مواصلة نشاطاتها النووية في إطار قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية «أن بي تي». وانتقد البيان الصادر عن مكتب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي «مقاربة بعض القوى الكبرى التي حاولت استخدام لغة التهديد والقوة بدل الاحترام المتبادل»، مضيفاً أن بيان الدول الست وقع في تناقض واضح، حيث تجاهل التغييرات والتحولات في العالم، ومشدداً على أن «استخدام لغة القوة إهانة لإيران وشعبها، وينسف جهود الحوار البنّاء، وأهم شروطه العدالة والاحترام».
وكشف البيان أن إيران «حدّثت رزمة اقتراحاتها وأضافت عليها، وستعرضها قريباً على الدول الست في مباحثاتها المقبلة».
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تعدّ لـ«عقوبات قاسية جداً» لفرضها على إيران إذا رفضت المبادرات بشأن برنامجها النووي. وأضافت، في جلسة استماع بشأن السياسة الأميركية الخارجية أمام الكونغرس، «نحن أكثر من مستعدين لمدّ يدنا إلى الإيرانيين من أجل مناقشة مجموعة من القضايا». وتابعت «إلاّ أننا في الوقت نفسه نعدّ لعقوبات قاسية جداً، يمكن أن تكون ضرورية إذا رفضت (إيران) عروضنا أو إذا لم تصل العملية إلى نتيجة أو كانت غير ناجحة».
في الشأن الداخلي، انضم إلى لائحة المرشحين إلى الرئاسة الإيرانية القائد الأسبق للحرس الثوري الإسلامي الجنرال محسن رضائي، المقرّب من رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني والمنشق عن المحافظين، معلناً في بيان أنه مرشّح مستقل.