استعاد الزعيم فيديل كاسترو كتاباته وصبّ ماءً بارداً على قرارات «قمة الأميركيات»، بينما عادت واشنطن إلى نغمة التشدّد إزاء هافانا لأنّ «نظام كاسترو يسير نحو النهاية»
بول الأشقر
نشر الزعيم الكوبي فيديل كاسترو 3 مقالات منذ يوم الأحد الماضي، خصّص معظمها لمهاجمة ما جرى التداول به خلال قمّة الأميركيات الأخيرة. ويتوقّع أن يفرد الرجل مقاله المقبل للرد على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي بدا أنها تعاكس سياسات رئيسها باراك أوباما في الانفتاح على الجزيرة الشيوعية، وذلك عندما قالت إنّ نظام هافانا «يسير نحو النهاية». وحاولت كلينتون، في إفادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، اللعب على «الفروقات الموجودة بين الرئيس راوول كاسترو وشقيقه فيديل». وأشارت إلى «وجود بداية نقاش في أنّ هذا نظام يسير نحو النهاية، وسينتهي في مرحلة من المراحل».
وكان فيديل قد عنون مقاله يوم الأحد بـ«القمة السرية»، واستشهد فيه بمقتطفات لكلمة الرئيس اليساري لنيكاراغوا دانييل أورتيغا خلال قمة ترينيداد وتوباغو، حيث استعاد مواقف الولايات المتحدة الإمبريالية في القارة وعلاقاته مع أربعة رؤساء أميركيين سابقين.
أما في المقال الثاني، الذي نشر يوم الاثنين بعنوان «أحلام مهووسة»، فقد تطرق الزعيم الكوبي إلى «الأوهام التي أثارتها القمة»، متسائلاً: «ما هي المعجزة التي حققتها؟» ثم تحدث عن منظمة الدول الأميركية ووثيقتها التي لم تذكر حصار كوبا قائلاً بتهكم «إن المنظمة كانت دائماً ضامنة سيادة شعوب أميركا اللاتنية ولم تتدخل مرة في الشؤون الداخلية لأية دولة ولم تكن يوماً أداة طيّعة لسياسة الولايات المتحدة وكل من يقول العكس هو ضحية افتراءات الكاسترو ـــــ شيوعية المتحكمة بكوبا وبحرية مواطنيها». وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها فيديل المنظمة التي طردت بلاده من صفوفها قبل 47 سنة.
وفي مقاله الثالث، الذي صدر أول من أمس بعنوان «أوباما ومسألة الحصار»، علّق فيديل على كلام الرئيس الأميركي في مؤتمره الصحافي الذي وصف «استعداد راوول للبحث في أي شأن» بأنه «إشارة تقدم». وأوضح أن أوباما «أساء فهم تصريح راوول الذي قال إنه لا يخشى الحديث في أي موضوع ولا مانع من الحديث في وضع المعتقلين الذين هم مرتزقة لدولة أجنبية إذا أطلق أسرانا الخمسة في الولايات المتحدة».
ويجمع المراقبون على أنه فيما يبقى راوول صامتاً بانتظار بدء مفاوضات مع الولايات المتحدة قد تقود في نهايتها إلى فك الحصار، فإنّ فيديل لن يهادن ولن يقدّم تنازلات مجانية.