انتهت المحادثات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، أمس، على خلاف أدى إلى زيادة التوتر بعد اتهام بيونغ يانغ سيول بتحريك علامة حدودية لمسافة عشرات الأمتار ووصفت ذلك بأنه «تصرف إجرامي آثم» قد يستوجب رداً عسكرياً.ووصفت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية إزالة العلامة الحدودية بأنه «استفزاز متهور ارتكب في وقت وصلت فيه المجابهة العسكرية بين الشمال والجنوب إلى مرحلة قصوى. إنه عمل إجرامي آثم يستثير مشاعر أفراد جيش الشعب الكوري ويثير بالغ غضبهم». وطالبت الدولة الشيوعية جارتها الرأسمالية بإعادة العلامة الحدودية إلى مكانها.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب»، عن المتحدث باسم هيئة قيادة أركان القوات المسلحة في سيول العقيد بارك سونغ، دعوته في موجز صحافي «كوريا الشمالية إلى وقف محاولات لا داعي لها لتصعيد التوتر بمزاعم لا أساس لها من الصحة».
وعلى مستوى المجمع الصناعي المشترك على الحدود، أعلنت كوريا الشمالية، التي غضبت من قرار الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك خفض تدفق المساعدات الثابت لجارته الفقيرة، أنها تريد إعادة النظر في شروط التشغيل لرفع أجور عمالها المنخفضة التي تذهب إلى خزانة الدولة وإعادة التفاوض بشأن استئجار الأراضي. ويصل أقل أجر أساسي للعامل إلى 70 دولاراً في الشهر. ويشار إلى أن الشمال يعطّل العمل في المصنع، من حين لآخر للضغط على سيول للتخلي عن موقفها المتشدد.
من جهة ثانية، أعرب وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ ـــــ هوان، عن نية بلاده النظر في احتمال رفع قضية مواطنها المحتجز في كوريا الشمالية، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعدما فشلت المساعي الرامية لإطلاقه. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) بأن يو قرر الإقدام على هذه الخطوة، بناءً على اقتراح من النائب المعارض بارك سون ــــ يونغ.
وتحتجز كوريا الشمالية الموظف الكوري الجنوبي منذ 30 آذار الماضي، بتهمة انتقاد النظام في بيونغ يانغ، ومحاولته إغراء عاملة كورية شمالية للجوء إلى الجنوب الرأسمالي.
وتنصّ الاتفاقات بين الكوريتين على أنه يحق لكوريا الشمالية التحقيق وفرض غرامات وحتى طرد مواطنين كوريين جنوبيين يخرقون القوانين فيها، إلا أنه يمنع عليها محاكمتهم في أراضيها. ولكن الخوف من أن تتجاهل كوريا الشمالية هذا الاتفاق وتقدمه للمحاكمة.
ويشار إلى أنه من المقرر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بيونغ يانغ اليوم، في مسعى لتهدئة التوترات التي تصاعدت في شبه الجزيرة الكورية بعد عملية إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً فضائياً.
(رويترز، يو بي أي)