يضغط الإصلاحيون في اتجاه أكبر مشاركة شعبية، رهاناً أخيراً على إمكان فوزهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما جاء ترشّح محسن رضائي لأخذ المزيد من الأصوات من دربهم
طهران ــ محمد شمص
يحاول المرشّح الإصلاحي مهدي كروبي التخفيف من حدة الانزعاج والإحباط لدى الشريحة الناخبة من الإصلاحيين، جرّاء انسحاب الرئيس السابق محمد خاتمي وعزوفه عن الترشّح للرئاسة. وهو خاطب جمهوره قائلاً «إن عدم الاقتراع لن يحلّ المشكلة، بل سيضاعف المشكلات، ولهذا أدعو الجميع إلى حضور واسع، وهو واجب عقلاني وسياسي واجتماعي على كل مواطن إيراني».
هذا الإحباط في صفوف الإصلاحيين مردّه إلى انقسام أحزابهم حول مرشحين اثنين هما مير حسين موسوي وكروبي، فضلاً عن ضعف قدرة الأخيرين على إقناع القاعدة الإصلاحية بالتزام شعارات هذا التيار وأهدافه. فالمرشح كروبي يُعَدّ من التيار الراديكالي في الإصلاحيين، وهو الطيف الأقرب إلى المحافظين، حيث يطالب بإصلاحات ضمن إطار الدستور والقانون الأساسي، لا الانقلاب عليه. أمّا موسوي فيبدو أنه غير قادر على إيجاد موجة شعبية عارمة كالتي أوجدها خاتمي من قبل، فهو لا يمتلك كاريزما جماهيرية قادرة على إقناع الناخب الإصلاحي والمستقل بالمشاركة في هذه الانتخابات. والأمر الأبرز التي قد يأخذ من أصوات الإصلاحيّين يتمثّل في انضمام قائد الحرس الثوري الأسبق الجنرال محسن رضائي إلى لائحة المرشحين للرئاسة، إذ يعتبر الجنرال الذي وضع نفسه في خانة المستقليّن مقرّباً من رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ما يعني انتماءه إلى التيار الوسطي.
ويبدو أن ترشيح رضائي هو نتيجة مخاض عسير داخل المحافظين أنفسهم، ولا سيما تيار أصدقاء رئيس البرلمان علي لاريجاني، الذي افترق عن تيار الرئيس محمود أحمدي نجاد العام الماضي. وسط هذا التيار كان مطروحاً للرئاسة أربع شخصيات، هي وزير الخارجية الأسبق مستشار المرشد علي أكبر ولايتي، عمدة طهران محمد باقر قاليباف، لاريجاني ورضائي. لكنّ المناقشات أفضت إلى إعلان ترشّح رضائي بصفته مستقلاً.
ويرى المراقبون أن رضائي سيأخذ بعض الأصوات من طريق نجاد وأخرى من أصوات مناصري رفسنجاني. لكنّ أصوات ناخبيه لن تمثّل فارقاً كبيراً حسب المراقبين، وخصوصاً أن المحافظين يدعمون نجاد بالإجماع. كذلك فإن لاريجاني يدعم نجاد سراً رغم الخلافات القائمة بينهما، حسبما تكشف المعلومات، وذلك حفاظاً على تماسك جبهة المحافظين في منافسة انتخابية حامية مع المرشّح الإصلاحي موسوي.