خاص بالموقع | 11:43 PM يبدو أن المواجهة الصاخبة التي حدثت بسبب إسرائيل، والتي سرقت الأضواء من مؤتمر مناهضة العنصرية «دوربان2»، ستجعل الأمم المتحدة تتفادى عقد مؤتمر جديد يتطرّق إلى مواضيع العنصرية والتمييز العرقي على المستوى نفسه.
ويعتقد البعض أن التوجه العريض، الذي تبنّته الأمم المتحدة لمناقشة التمييز العرقي، وفّر لمنتقدي إسرائيل فرصة ذهبية، لاستخدام مؤتمراتها ضد الدولة العبرية. فالمؤتمر الأول الذي عقد في عام 2001، استُخدم منصة للهجوم على إسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين، وهو ما دفع بالعديد من الدول الغربية لمقاطعة المؤتمر الحالي، حتى قبل أن يعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، المعروف بانتقاده الشديد لإسرائيل، مشاركته في المؤتمر وقيامة بالفعل بمهاجمتها، ما تسبّب في انسحاب ما بقي من وفود غربية مشاركة.
أمام هذا الواقع، يرى محقّقو الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان، أن جهود المنظمة الدولية المستقبلية لمناقشة التمييز العنصري يجب أن تكون محدودة المجال.
وفي السياق، قال محقّق الأمم المتحدة الخاص في قضايا العنصرية، جيثو مويجاي، إن الدراما التي حدثت في مؤتمر جنيف تظهر الحاجة إلى «إبعاد الجدل العقائدي الملتهب عن العمل التقني الملموس الذي يحتاج حقاً إلى أن ينفّذ في مجال العنصرية». وأضاف «الكثير من القضايا التي هيمنت على المناقشات لا صلة لها بالضرورة بمناقشة العنصرية والبرنامج الذي يجب أن يطبّق في ما يتعلق بالنعصرية».
من جهتها، رأت محقّقة الأمم المتحدة الخاصة في مجال الحريات الدينية والعقائدية، أسماء جاهانجير، أنه يصعب مناقشة القضايا السياسية الحساسة في مثل هذه المنتديات جيداً. وأضافت «لا نستطيع أن نناقش العرق والدين في سلة واحدة».
في المقابل، رأت رئيسة مكتب حقوق الإنسان للأمم المتحدة، نافي بيلا، أمس، أن الجدل الذي حصل في المؤتمر هو دليل نجاحه، وندّدت بـ «آلة الدعاية» التي تحاول وصفه بأن فاشل. وشددت بيلاي على أن الإعلان الختامي للمؤتمر، قد اعتمد من خلال التوافق الذي أسهمت فيه كل من المجموعات الإقليمية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن «الوثيقة الختامية» التي تبنّاها المشاركون هي الأهم.
إلى ذلك، قال الناطق باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، إن قرار الأمم المتحدة بمنع منظمتين يهوديتين غير حكومتين، وأخرى إيرانية من دخول مؤتمر «دوربان2»، شمل خصوصاً اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا الذي «بذل جهوداً منظمة للإخلال بنظام المؤتمر»، ووصف سلوكه بـ « المخلّ بالنظام وغير المقبول».
(أ ف ب، رويترز)