بول الأشقريتوجّه الناخبون في الإكوادور غداً، إلى صناديق الاقتراع لإجراء أول انتخابات عامة بعد إقرار الدستور الجديد قبل أشهر. ويشمل الاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس والنواب ومجالس المحافظات ورؤساء البلديات، هذا في وقت يبدو فيه أن الأمور متجهة نحو فوز الرئيس الحالي رافائيل كوريا، من الدورة الأولى، وهي سابقة في تاريخ الإكوادور، وحصول حزبه على أكثرية مقاعد مجلس النواب المطلقة، وهي سابقة أيضاً.
ونجح كوريا، الذي وصل إلى رئاسة الإكوادور من دون كتلة برلمانية في بداية عام 2007 لئلا يقع في شرك «الحزبوقراطية» التي قاد حملته الانتخابية ضدها، في الدعوة إلى جمعية عمومية تأسيسية، بعد استفتاء شعبي، وفي الحصول على الأكثرية البرلمانية في هذه الجمعية، التي صاغت دستوراً جديداً عدل قانون الانتخاب وزاد من صلاحيات الرئيس وأجاز له بإعادة الترشح وحرر مؤسسات الدولة والقضاء من «الحزبوقراطية» وأعاد القطاع العام إلى قلب السياسة الاقتصادية والاجتماعية ووسع حقوق الهنود وحال دون وجود قواعد عسكرية أجنبية، ما أجبر الولايات المتحدة على تفكيك قاعدتها الأهم في أميركا الجنوبية، وأقرّ تشريعات متقدمة في مجالات المرأة والإعاقة والبيئة، وصدق الدستور الجديد في استفتاء شعبي في أواخر أيلول.
ويشار إلى أن «الحزبوقراطية»، هي تحكم الأحزاب التقليدية بالنظام السياسي من خلال تقاسم مؤسسات الدولة حصصاً وتحويل الرئيس إلى رهينة بين أيديها كما تدل إقالة المجلس لثلاثة رؤساء، هم عبد الله بوكرم لـ«عجزه الذهني»، وكان يلقب نفسه بـ«المجنون»، عام 1987بعد أقل من سنة على وصوله إلى السلطة، وجميل معوض، إثر انتفاضة هندية أيّدها ضباط صغار ضد وقع تدابير نيو ـــــ ليبرالية عام 2000، سنتان بعد وصوله إلى السلطة، وأخيراً لوسيو غوتييريز، أحد هؤلاء الضباط الصغار الذي انتخب بأصوات اليسار والهنود قبل أن يتحالف مع أخصامهم في البرلمان، الذي أقاله عام 2005 أيضاً سنتان بعد وصوله إلى الحكم.
ويترشح إلى الانتخابات إلى جانب كوريا، الاقتصادي الشاب (46 سنة) الذي ينضوي تحت راية «اشتراكية القرن الواحد والعشرين»، سبعة مرشحين، أبرزهم: ألفارو نوبوا، الخاسر في الدورة الثانية في آخر ثلاث دورات، وهو تاجر موز من أغنى رجال الإكوادور وقاعدته السياسية مدينة غوياكيل الأكبر والأغنى. وأيضاً لوسيو غوتتيريز، آخر رئيس أقيل وهو عائد الآن بعد استرجاعه حقوقه السياسية، وله نفوذ واسع في الولايات الأمازونية حيث مسقط رأسه. وأخيراً مارتا رولدوس، ابنة رئيس تقدمي شاب مات عام 1981 مع زوجته في حادث طائرة أسبابه لا تزال غامضة، ويتمحور حولهم منتقدون يساريون لسياسات كوريا «اليمينية» وعدد من حلفائه الذين ابتعدوا عنه بسبب أطباعه «السلطوية».
وأقصى طموح هؤلاء فرض دورة ثانية، وبالتأكيد التأهل لها لحجز موقع «المعارض الأول» لكوريا. إلا أن استطلاعات الرأي تجمع على أن كوريا سيفوز من الدورة الأولى، وسيليه نوبوا بفارق ضئيل على غوتييريز ومن ثم رولدوس.
وإلى جانب هذا الإنجاز غير المسبوق، الذي من المتوقع أن يحققه الرئيس، هناك إنجاز آخر، فريد أيضاً، قد يحققه في هذا الاستحقاق، وهو الحصول على أكثرية برلمانية تسمح له بالاستمرار بمشاريعه السياسية والاقتصادية وبتعميقها، حيث تشير آخر الاستطلاعات إلى أن حزبه «الحركة من أجل وطن شامخ ومتضامن» المعروف عادة بـ«إم ـــــ باييس»، سيحصل على 61 نائباً من أصل النواب الـ118 الذين سيشكلون المجلس النيابي الجديد.