بعدما أكمل عناصر «طالبان» انسحابهم من منطقة بانور، التي سيطروا عليها لأيام، أطلقت القوات الباكستانية حملة عسكرية ضدّهم في مقاطعة وادي سوات، حيث من المفترض أن تسري مفاعيل اتفاقية السلام بين الحكومة وحركة نفاذ الشريعة الإسلامية الموالية لحركة «طالبان» من أجل تأسيس محاكم إسلامية في المنطقة لتطبيق الشريعة.وأصرّ المتحدث باسم الرئاسة، فرحة الله بابار، على أن اتفاقية السلام ما زالت سارية رغم الحملة العسكرية. وقال إن الحكومة ملتزمة ببنود الاتفاق الذي يتضمن تأسيس محاكم إسلامية في مالاكاند، ولكنّه شدد على أن الحكومة لن تتسامح مع توسيع انتشار المسلحين.
وأوضح أن «اتفاقية السلام لا زالت سارية، والحكومة لم تنتهكها»، مضيفاً «في الوقت نفسه طلبت الحكومة اقتلاع جذور المسلحين ومنعهم من تدمير القانون والنظام».
من جهته، حذر وزير الداخلية، رحمن مالك، من أنه يتعيّن على عناصر «طالبان» في وادي سوات أن يلقوا سلاحهم، حسب الاتفاقية، أو «يواجهوا فعلاً». وقال «كفى يعني كفى»، مضيفاً «لا خيار آخر أمامهم ما عدا أن يقبلوا إلقاء سلاحهم أرضاً، لأن الحكومة جدّية الآن ومصرّة على طردهم». ونفى أن يكون الأميركيون قد مارسوا ضغوطاً لشن الحملة، قائلاً «لا يوجد ضغط من أي أحد».
وقال بيان صادر عن الجيش الباكستاني إن العملية الهجومية في منطقة دير السفلى قتلت عشرات المسلحين، ومن ضمنهم قيادي، بينما سقط جندي واحد على الأقل. وأضاف أن العملية أُطلقت بناءً على طلب الحكومة المحلية والسكان، من دون أن يعطي تفاصيل إلى أي مدى ستصل وما هو عديد القوات المشاركة.
وكانت مصادر رسمية قد ذكرت، أول من أمس، أن عناصر «طالبان» انسحبوا من إقليم بانور، بعدما كانوا قد بدأوا الانسحاب يوم الجمعة الماضي. وقال المسؤول في الإدارة المحلية، جواد أحمد، إن «سيطرتنا باتت كاملة على المنطقة وطالبان انسحبوا تماماً». وأشار إلى أن الشرطة شبه العسكرية تقوم بدوريات في إقليم بانور وجواره.
وذكر القيادي في شرطة بانور، رشيد خان، أن نحو ثلاثمئة عنصر من «طالبان» رحلوا، فيما بقي بعض العناصر المحليين بالرغم من انتشار تعزيزات من القوات الحدودية. وأوضح «هناك 250 إلى 300 جندي منتشرون في نقاط مراقبة مختلفة في بانور».
كذلك، أكد المتحدث باسم «طالبان»، مسلم خان، أن عناصرهم الذين جاؤوا من سوات واحتلوا بانور رحلوا باتجاه هذا الوادي. وقال «لا أعرف العدد الدقيق للرجال الذين انسحبوا والذين صعدوا على متن 15 آلية للعودة إلى سوات».
ورأى رئيس هيئة الأركان الباكستانية المشتركة، الجنرال طارق مجيد، خلال مشاركته في عرض عسكري، أن «التهديدات الوطنية تحبطها الجهود الوطنية فقط»، مشيراً إلى أن باكستان تمر في «أصعب مرحلة في تاريخها»، وأن «الجيش سيضطلع بمسؤولياته لحماية المواطنين من الإرهاب».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)