باريس ــ بسّام الطيارةكشفت صحف ومواقع إلكترونية فرنسية، أمس، عن منع سلطات الولايات المتحدة طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، تقوم برحلة رقم (A 438) بين باريس ومكسيكو، من المرور عبر أجوائها بسبب وجود الصحافي هيرناندو كالفو أوستينا، من صحيفة «اللوموند دبلوماتيك»، التي تعتبر مرجعاً عالمياً للدبلوماسيين وإن كان فيها بعض الانتقاد لسياسة واشنطن.
وحسب إدارة «إير فرانس»، أعطى مسؤولو الملاحة الأميركيّون الأوامر لقبطان الطائرة لتغيير خط سيره، ما أدّى إلى إطالة وقت الرحلة، إضافة إلى إجبارها على التوقف في جزر تابعة لفرنسا في البحر الكاريبي، لإعادة ملء خزاناتها بالوقود.
واعتبر أكثر من مصدر هذا التصرف بأنه «غير مقبول»، وخصوصاً أن «إدارة أمن النقل»، وضعت «لائحة منع طيران» تضم ٥٠ ألف اسم لأشخاص ترى أنهم يشكّلون خطراً على الولايات المتحدة، فيما ترفض إعطاء الدوافع وشروط إلحاق أي اسم بهذه «اللائحة السوداء».
ومن المعروف أن الصحافي أوستينا، وهو من أصل كولومبي، كتب مراراً ينتقد نظام ألفارو أوريبي وسياسة واشنطن في أميركا اللاتينية، إلا أنه يبدو أن تحقيقاته مع مجموعة «الفارك» الكولومبية، كانت وراء وضعه على «اللائحة السوداء».
وعلمت «الأخبار» أن شركة الطيران الفرنسية تسعى إلى المطالبة بـ«تعويضات» عن كل المصاريف التي تكبدتها بسبب هذا التغيير المفاجئ لمسار طائرتها (وقود ووجبات طعام وحقوق هبوط وتعويضات وصول متأخر لبعض المسافرين كما تحتّمه القوانين الفرنسية). وتسعى الشركات الأوروبية لمعرفة «الأسس» التي تقوم عليها هذه اللائحة مسبقاً، تجنباً لمثل هذه الحوادث، وخصوصاً أنها كانت قد وافقت على «فتح شبكتها الإلكترونية» لسلطات الأمن الأميركية، ما يسمح لهذه الأخيرة بالاطلاع على «كل شيء تقريباً» يتعلق بالمسافرين على متن الطائرات الأوروبية (الاسم والكنية والعنوان والمهنة ووجبات الطعام الخاصة، ما يسمح بمعرفة الديانة في بعض الأحيان، إضافة إلى سيرة سفر الراكب السابقة وأماكن تنقله، وطريقة دفع النفقات عبر البطاقة، وبالتالي مصرف الراكب إلخ).
إلا أن الأمر حسب أكثر من منظمة غير حكومية يتجاوز مسألة المصاريف والتكاليف، ويتطرق إلى «حرية التنقل والانتقال»، التي تقرّها الدساتير الأوروبية ومبادئ حقوق الإنسان، بحيث لا تستطيع أي شركة أوروبية «رفض تسجيل راكب» على متنها بحجة «احتمال أن يكون خطراً على أمن الولايات المتحدة» في حال السماح لها بالاطّلاع على اللائحة السوداء.


«لوموند دبلوماتيك»، مجلة شهرية فرنسيّة، تأسست في خمسينيات القرن الماضي، وهي ذات طابع يساري تتميّز بالمقالات والدراسات في القضايا الدولية، التي يعالجها مراسلون وكتّاب متعدّدو الجنسيات. يرأس تحريرها حالياً، سيرج حليمي، ويعاونه المصري ـــــ الفرنسي آلان غريش (الصورة)، الذي يتولّى منصب مساعد مدير التحرير والمشرف على الطبعة العربيّة، إذ إن المجلة تصدر بلغات عديدة.
(الأخبار)