خاص بالموقع | 12:08AMفيما تواصل حركة “طالبان” تقدمها في باكستان من خلال استخدام القوة من جهة والمفاوضات مع سلطات إسلام آباد من جهة أخرى، بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف في افغانستان، قام رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس بزيارة خاطفة لكابول بحث خلالها مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي استراتيجيةً جديدةً لمكافحة “بؤر الإرهاب” في أفغانستان وباكستان.

وأوضح براون، خلال مؤتمر صحافي أعقب مباحثاته مع قرضاي، أنّ الاستراتيجية البريطانية الجديدة ستأخذ في الاعتبار أفغانستان وباكستان مع “مقاربة مختلفة، لكن متكاملة”. وأضاف: “إنّ المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان تمثّل بؤرةً حاضنةً للإرهاب، وإنّ سلسلة من الرعب تصل هذه المناطق بشوارع العديد من عواصم العالم بأسره”.

وكشف براون أنّ هذه المقاربة الجديدة، التي ستعلن رسمياً الأربعاء المقبل، تهدف إلى الاهتمام في الوقت ذاته بالوضع في كل من أفغانستان وباكستان “المختلفين لكن المتكاملين كذلك”.

وأضاف براون أنّ “السنة الانتخابية الحالية ستمثّل اختباراً جديّاً للجميع. بيد أن الخيار واضح، ويتمثل في مواجهة التطرف في باكستان وأفغانستان أو تركه يأتي إلينا”، مذكراً بأنّ بريطانيا “تتحمل قسطها من العبء” في أفغانستان مع نشر أكثر من ثمانية آلاف جندي.

وبشأن الاستراتيجية الجديدة، صرح مسؤولون يسافرون مع براون، بأنها مماثلة لخطة كشفت عنها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدعو إلى التركيز على قتال تنظيم “القاعدة” ومتشددي “طالبان”. وعلى غرار خطة أوباما ستؤكد الاستراتيجية البريطانية الحاجة إلى تدريب عشرات الآلاف من الشرطة والجيش الأفغانيين تمهيداً لتوليهما المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية.

وتريد بريطانيا أن تبدأ السلطات الأفغانية في تولي مسؤولية الأمن في الأقاليم من القوات الأجنبية واحداً تلو الآخر على غرار ما حدث في العراق. لكن على عكس أوباما، لم يتعهد براون حتى الآن إلا إرسال القليل من القوات البريطانية الإضافية.

أمّا في ما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية الجديد المثير للجدل الخاص بالأقلية الشيعية في أفغانستان، فقال براون: “لقد تطرقت إلى هذا الأمر مع الرئيس الأفغاني، وأكّد لي أنه تجري مراجعة القانون”.

بدوره، قال الرئيس الأفغاني إنّ وزارة العدل تجري تعديلات على قانون الأحوال الشخصية الذي يشمل بنوداً مجحفة في حق النساء، وصفها منتقدون بأنها خطوة إلى الوراء باتجاه قيود فرضت في عهد حكم حركة “طالبان”. وأضاف: “أؤكد لكم أن قوانين أفغانستان ستكون منسجمة تماماً مع دستور أفغانستان وحقوق الإنسان التي التزمنا بها في دستورنا ومبادئ المعاهدات الدولية”.

كذلك استغل الرئيس الأفغاني فرصة اللقاء مع براون، ليخرج عن صمته، وليعلن للمرة الأولى رسمياً، أنه سيترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 20 آب المقبل. وقال: “خلال الأيام القليلة المقبلة، أنا أيضاً سأتوجه لتقديم ترشيحي للانتخابات الرئاسية، برفقة نوابي”.

(أب، رويترز، أ ف ب)