strong>طهران متمسّكة بـ«فارسيّة» الخليج... ولاريجاني يصف المواقف الأميركيّة بـ«الاستعراضيّة»بدا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، كأنه يردّ على تصريح مرشّح الإصلاحيين مهدي كروبي، الذي تشكّك قبل يومين في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل هيمنة المحافظين، وذلك عندما شدد أمس على أن الانتخابات في بلاده هي الأكثر نزاهة

طهران ــ محمد شمص
بدا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، مرتاحاً بل مبتهجاً لنتائج كلمته في مؤتمر «دوربان ــ 2» في جنيف، لجهة «إفشاله» المحاولات الإسرائيلية، التي كانت تسعى لأن يكون الحديث عن العنصرية وإسرائيل محرّماً على غرار الحديث عن المحرقة اليهودية، التي يمنع التحقيق أو التشكيك فيها.
أمّا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، فقد دعا من ناحيته، الشعب الإيراني إلى عدم الالتفات إلى «الشائعات»، التي يثيرها «أعداء إيران في الخارج ويردّدها بعض البسطاء في الداخل» في شأن نزاهة الانتخابات، واصفاً التجربة الانتخابية في إيران بأنها «أكثر حرية ونزاهة وحماسة من تلك التي في الدول التي تدّعي الديموقراطية».
وألقى خامنئي اللوم على أولئك الذين «يكرّرون مثل هذه الادعاءات» من الإيرانيين، موضحاً أن «هدف أعداء إيران منذ بداية ثورتها هو التشكيك بالانتخابات وحريتها وإنكار حقيقة أن الشعب الإيراني يقرّر مصيره بنفسه». وأشار إلى أن «نتائج الانتخابات خلال الدورات السابقة كانت تفضي غالباً إلى مصلحة قوى المعارضة وتضرّ بالقوى الحاكمة في السلطة، فهل يستقيم التشكيك فيها؟».
من جهته، أكد الرئيس الإيراني، من مدينة شيراز جنوب إيران، أنه كان يدرك أهمية مؤتمر «دوربان ــ 2» وحساسيته، لهذا رفض الاعتناء بالنصائح التي وُجّهت إليه بعدم المشاركة وبأن المؤتمر دون مستوى رؤساء الجمهورية. وأضاف أن «المنسحبين من الجلسة أثناء إلقاء كلمته «لم يتعدّ عددهم 25 شخصاً من أصل 2500 من المشاركين»، معتبراً ذلك دليلاً آخر على أن «الصهاينة وأسيادهم هم أكثر الجماعات كراهية ونفوراً لدى شعوب العالم». وانتقد بعض الدول الغربية التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها حاولت تعطيل جلسة المؤتمر في جنيفعلى صعيد آخر، دعا الرئيس الإيراني إلى تعاون إقليمي بين الدول الإسلامية في إطار الجهود التي تبذلها لتعزيز اقتصاداتها واستقلالها. وقال، لدى استقباله رؤساء غرف تجارة الدول الإسلامية في شيراز، إن على الدول الإسلامية العمل على تعزيز التعاون الإقليمي «لإنقاذ اقتصاداتها من نظام الهيمنة»، مضيفاً أن «الدول الإسلامية غنية لامتلاكها ثروات طبيعية هائلة». لكنه قال إن هذه الثروات «يتم استغلالها من الدول المستكبرة».
ورأى نجاد أن المؤسسات المالية التي تتحكّم بها الدول الكبرى كصندوق النقد الدولي والمصرف الدولي «تعمل جاهدة للحفاظ على مصالح الرأسماليين عوضاً عن تقديم العون للمجتمعات». ودعا إلى ضرورة أخذ العبر من «نتائج الخداع الذي مارسه العالم الغربي طوال العقود الثلاثة الماضية في المجال الاقتصادي».
في هذه الأثناء، رأى رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، علي لاريجاني، أن «زمن الحصار والتهديد بالعقوبات قد ولى، ولا سيما مع دولة كإيران تمتلك إمكانات ضخمة وأرضية واسعة للاستثمارات الأجنبية».
ونصح لاريجاني الغرب بترك لغة العقوبات والحصار الاقتصادي «فلم تعد تجدي نفعاً، وأن عليه الاعتراف بأن العالم قد تغيّر، وأن الأحادية القطبية أصبحت مرفوضة عالمياً، وهي إلى زوال».
وأشار لاريجاني إلى أن «إيران أزالت الكثير من العوائق أمام الاستثمارات الأجنبية، وسيعمل مجلس الشورى على استصدار القوانين التي تسهّل وتفتح البلاد أمام المزيد من الاستثمارات». ووصف المواقف الأميركية حيال بلاده بأنها «مواقف استعراضية طبيعية في ظل الحديث عن الحوار والدعوات إلى محادثات بين البلدين».
من جهة أخرى، قال عضو «مجمع العلماء المجاهدين»، علي أكبر ناطق نوري، إنه «لا يمكن مطلقاً تغيير اسم الخليج الفارسي»، مضيفاً على هامش «ملتقى الخليج الفارسي»، الذي عقد في طهران أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير اسم الخليج الفارسي» إلى الخليج العربي.
على صعيد آخر، تم تعيين العميد محمد باكبور قائداً جديداً للقوة البرية التابعة لحرس الثورة الإيراني. وذكرت وكالة «مهر» للأنباء أن مراسم لتوديع القائد السابق العميد جعفر أسدي، أقيمت أمس، وتم تقديم القائد الجديد للقوة البرية لحرس الثورة.
إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «إستات أويل هيدرو» النروجية، يان هلغه أسكوغن، إن شركته رسمت «آفاقاً طويلة الأمد» للنشاط في إيران. وأضاف أن شركته مسؤولة عن تنفيذ اتفاقية لتطوير المرحلتين السادسة والثامنة في حقل «غاز بارس» الجنوبي الواقع في مياه الخليج.