بعد تسجيل أول حالة وفاة لطفل بسبب أنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة، حاول الرئيس الأميركي، باراك أوباما، طمأنة مواطنيه من خلال القول إن الحكومة حاضرة لفعل ما تقتضيه الحاجة من أجل السيطرة على الوباء، مستفيداً من بعض المعلومات الطبية التي اكتسبها خلال حملته الرئاسية.وكان أوباما قد كشف عن اطّلاعه الطبي، عندما تحوّل خلال وجوده في المقر الرئيسي لمكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي أي» من خطيب إلى موجّه لعناصر الإسعاف لمساعدة شخص فقد وعيه خلال إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيسه. توقف أوباما عن الكلام فجأة ليسأل «هل فقد أحد وعيه؟»، وطلب حضور عناصر الإسعاف على الفور، ثم وجّههم إلى موقع الشخص المقصود، مشيراً إلى أن الأمر تكرر أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية. قال «كنت أتحدث كثيراً وكان الناس يتساقطون، لكنهم غالباً ما يكونون على ما يرام ويحتاجون فقط إلى هواء منعش وإلى قليل من الماء».
ويبدو أن المعلومات الطبية التي اكتسبها أوباما، جعلت موقفه من أنفلونزا الخنازير يتسم بالحذر بعد إعلان أول حالة وفاة في البلاد. بدا أمس قلقاً، لكنه حاول ألا يخلق حالة من الذعر بين الأميركيين. وقال «من الواضح أن الوضع خطير، خطير إلى حد يبرر اتخاذ أقصى تدابير الحيطة». ودعا المدارس، التي تسجل فيها إصابات مشبوهة إلى إغلاق أبوابها، كذلك دعا المسؤولين المحليين إلى اليقظة في رصد أي حالات مشتبه فيها.
في مقابل ذلك، طمأن أوباما إلى اتخاذ الولايات المتحدة كل الإجراءات الوقائية، قائلاً «يجب أن يعرف كل أميركي أن الحكومة الفدرالية مستعدة للقيام بكل ما هو ضروري للتحكم في تأثير هذا الفيروس».
وفي السياق، بعث أوباما برسالة إلى قادة الكونغرس، طلب فيها تخصيص مبلغ 1.5 مليار دولار كتمويل طارئ. وأشار إلى أن هذه الأموال الإضافية ستوفر للحكومة «مرونة عالية» في مكافحة المرض، وتسهم في توفير مخزون من المضادات الفيروسية وزيادة المعدات الطبية، وبدء الاستعدادات الخاصة باللقاح. وهو ما دفع أعضاء الكونغرس الأميركي إلى عقد جلسة طارئة لبحث قدرة الحكومة على مواجهة تفشّ أشد للمرض، تحدثت خلالها نائبة رئيس قسم العلوم والصحة العامة في المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية، آن شوشات.
وأكدت شوشات أن هناك «جهوداً كبيرة» تبذل حالياً لإنتاج لقاح مضادّ، مشيرةً إلى أن هذا اللقاح لن يكون متوفراً قبل أيلول المقبل، «إذا جرى كل شيء على ما يرام». وأضافت «ولكن لا تجري كل الأمور دوماً على ما يرام».
كذلك كلف أوباما مسؤولين بارزين من فريقه الحكومي بطمأنة الأميركيين القلقين، بينهم وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، التي قالت «نحن واثقون من الجهود الجارية في الحكومة الاتحادية وعلى مستوى حكومات الولايات والحكومات المحلية للحفاظ على صحة الأميركيين وسلامتهم».
ولأن انتشار المرض يتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة، وخوفاً من المزيد من الخسائر والتدهور، قال وزير الزراعة الأميركي، توم فيلساك، إن وزارته «تسعى لتغيير اسم هذا المرض لأنه يعطي انطباعاً بأن الإصابة يمكن أن تكون ناجمة عن تناول لحم الخنزير، وهو أمر غير صحيح». وهو ما أكدته أيضاً المفوضية الأوروبية، باعتمادها اسم «الفيروس الجديد»، بدلاً من أنفلونزا الخنازير.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)