واشنطن ــ محمد سعيدتستعد قيادة قوات الاحتلال الأميركي في أفغانستان لتنفيذ خطّة تستهدف القضاء على زراعة نبات الخشخاش، الذي يستخدم لإنتاج المخدرات، اعتقاداً منها أنها المصدر الرئيسي لتمويل حركة «طالبان».
وافادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأنّ الخطة تقضي بنشر نحو 20 ألفاً من جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في أقاليم هلمند وقندهار وكابول هذا الصيف، وتتوقع اندلاع معارك لأسابيع وأشهر طويلة بين هذه القوات وعناصر «طالبان».
وتتحدث الولايات المتحدة عن حصول «طالبان» على نحو 300 مليون دولار سنوياً من تجارة الأفيون، تمثّل 90 في المئة من مجمل مردود هذه التجارة في العالم. مبلغ يعد كافياً لدعم عمليات «طالبان» العسكرية في جنوب أفغانستان لعام كامل، وهو ما ذهب إليه نائب قائد القوات الأطلسية في جنوب أفغانستان، الجنرال جون نيكولسون، مشيراً إلى أنّ «الأفيون هو المحرّك المالي لطالبان، لذلك نعتقد أنهم سيقاتلون للدفاع عن هذه المناطق».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «الأميركيين يقولون إنّ هدفهم الرئيسي هذا الصيف سيكون الحفاظ على أمن الشعب الأفغاني وعزل رجال المقاومة، غير أنه نظراً لكون الأفيون منتشراً في الأماكن الأكثر اكتظاظاً بالسكان، ولأن طالبان منتشرة بين الناس، خلص الأميركيون إلى ضرورة القضاء على سيطرة الحركة على هذه التجارة».
ويدّعي الأميركيون أن من بين الأساليب التي يعتقد أن «طالبان» تحصل من خلالها على الأموال من تجارة الأفيون، هو فرض ضريبة حماية على المزارعين لقاء دفاع عناصر الحركة عنهم في حال تعرُّضهم لهجوم.
وتخلص الصحيفة إلى أنّ الخطة العسكرية الأميركية تقضي بإرسال الجنود إلى المواقع المستهدفة في الولايات الثلاث بحلول العشرين من آب المقبل. وإلى جانب الإجراءات العسكرية لمكافحة زراعة الأفيون، رصدت واشنطن 250 مليون دولار لإنفاقها على مشاريع زراعية بديلة مثل الحبوب.
غيّر أنّ معضلة انتشار آفة المخدرات ليست حكراً على أفغانستان وحدها، الأمر الذي أشارت إليه نائبة رئيس القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، ماري كارلن ياتس، مشيرةً إلى أنّ تجارة المخدرات المزدهرة عبر غرب أفريقيا هي «صدمة» من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في الدول الهشة في المنطقة.
وقالت ياتس «إنّ الجيش الأميركي كان يدرب القوات المحلية البحرية للمساعدة في قطع طرق تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية عبر أفريقيا إلى أوروبا». وأضافت أنّ «هذه التجارة أضحت ضخمة ومتزايدة. بالطبع الأمة الأقل استقراراً من السهل زعزعة استقرارها».