خاص بالموقع | PM 11:45واشنطن ـ محمد سعيد
واجه الرئيس الأميركي باراك أوباما «الكثير من الأولويات» في مستهل ولايته، تزامناً مع اشتعال أسوأ فترة ركود منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتراجع سمعة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي بسبب السياسات العدوانية والمتطرفة لسلفه، جورج بوش.

ويرى وزير العمل السابق في إدارة بيل كلينتون الديموقراطية، روبيرت ريتش، أن أوباما حقق بداية قوية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وعليه الآن «أن يبدأ في تحديد مساره»، مشيراً إلى أن أوباما شُغل بإصلاح ما أفسده بوش، وتحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج، ويبقى عليه أن يركز على ما سينجزه هو وأفكاره الخاصة.

فقد شرع في تنفيذ وعوده الانتخابية ببدء الانسحاب التدريجي من العراق، لكنه في الوقت نفسه حوّل الاهتمام إلى أفغانستان، وهي الخطوة التي قوبلت بجدل واسع، سواء من القادة العسكريين أو السياسيين المحافظين، الذين لا يزالون يؤمنون بسياسات سلفه. ومن أبرز منتقدي أوباما من غلاة الجمهوريين كان نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، الذي شن هجوماً حاداً على خطته للانسحاب من العراق وتعديل بعض المفاهيم المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وإغلاق معتقل غوانتانامو، إلى جانب الكشف عن وثائق تفضح أساليب الاستجواب القاسية.

ويصف تشيني الرئيس الجديد بـ«المتساهل»، فيؤكد أنه تساهل مع خصوم أميركا، وخاصة هؤلاء الذين كالوا لها السباب والهجاء في المحافل الدولية أمثال الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز.

ويبدو أن حالة عدم الرضا عن أوباما لم تقتصر على خصومه في الداخل، إذ أطل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، بتسجيل جديد، دعا فيه المسلمين إلى عدم الانخداع في أوباما. وأكد أن السياسات الأميركية لا تتغير مهما تغيرت وجوه الحكام الأميركيين.

لكن حتى الانتقادات لم تعطله، ففي جولته الخارجية الأولى، اكتسب أوباما وقرينته ميشيل مزيداً من حب الأوروبيين واحترامهم حين وقف في ستراسبورغ بجانب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، قبل قمة حلف شمالي الاطلسي، وقال إن أميركا تتعامل مع حلفائها معاملة الند للند وتتطلع للتعاون معهم. وحين ذهب إلى تركيا أكد أن أميركا «ليست في حرب مع الإسلام».

وبقدر ما حقق أوباما خلال 100 يوم، فإن ما بقي له أكثر بكثير، ومن بين القضايا التي يرى المحللون أنها ستأخذ الكثير من اهتمامه خلال الفترة المقبلة، قضية «الصراع العربي الإسرائيلي» التي عيّن لها مبعوثاً خاصاً لحلها. وهناك أيضاً الملف النووي الإيراني، الذي اتخذت حكومة أوباما خطوات إيجابية فيه، وأخيراً الملف النووي لكوريا الشمالية.

ويقول زعيم الغالبية السابق في مجلس الشيوخ الأميركي، توماس داشيل، إن أوباما أثبت كفاية في التعامل مع الأزمة المالية، وأظهر قيادة حقيقية على الساحة العالمية، لكن المئة يوم المقبلة قد تكون أصعب، لأن الأمور التي تستدعي اهتمامه تتزايد يوماً بعد يوم.

ويؤيده في هذا الرأي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، زبيغينيو بريجنسكي، الذي يقول إن الوضع في باكستان اجتذب قدراً من الاهتمام أخيراً بعد التصعيد الذي قامت به حركة «طالبان» ضد الحكومة.

أما منسق الحملات الدعائية بالحزب الديموقراطي الأميركي، روبرت شروم، فيرى أن المئة يوم المقبلة ستكون أصعب على الجمهوريين أكثر منها على حكومة أوباما، لأنه نجح بالفعل في كسب ثقة الأميركيين بالقرارات الحاسمة التي اتخذها، وخصوصاً في ما يخص الاقتصاد، لذا فإن المئة يوم المقبلة هي فرصة الجمهوريين الباقية لإثبات قدرتهم على المنافسة والبقاء في الصورة.

وأخيراً، سجلت الإدارة الأميركية نقطة إيجابية أول من أمس مع إعلان السناتور الجمهوري عن بنسلفانيا، آرلين سبكتر، انتقاله إلى المعسكر الديموقراطي. وهذا يقرب حزب الرئيس من امتلاك الغالبية المطلقة في مجلس الشيوخ (60 من أصل مئة مقعد) التي تعطي أوباما حرية التصرف في إقرار إصلاحاته.