مولن يؤكّد امتلاك إيران مواد انشطاريّة تكفي لصنع قنبلة ذريّةطهران ــ محمد شمص
استضافت طهران الأسبوع الماضي مسؤولين من كل من العراق وسوريا وتركيا، مؤكدة على مسامعهم أهمية التعاون في ما بينهم، سياسياً واقتصادياً. وأعرب نائب الرئيس الإيراني، برويز داوودي، بعد مباحثات مطوّلة مع رئيس الوزراء السوري ناجي عطري، عن اعتقاده بأن التعاون بين هذه الدول الأربع، «سيؤدي إلى تحوّل مهم في المنطقة ويخدم مصالحها، ولا سيما في الظروف الحساسة التي تمر بها».
ودعا داوودي سوريا إلى «المزيد من الحذر من حيل الأعداء»، في إشارة واضحة إلى جهود الولايات المتحدة لفتح حوار مع دمشق، مشدّداً على أن «إيران ستقف إلى جانب سوريا حتى تحرير مرتفعات الجولان المحتلة».
ووقّع الجانبان السوري والإيراني مجموعة تفاهمات جديدة شملت إنشاء مصرف مشترك في دمشق، حسبما أفاد داوودي في مؤتمر صحافي مشترك مع عطري. وأشار إلى أن هناك «أكثر من ستين مشروعاً إيرانياً تم إنجازها أو في طور التنفيذ في سوريا، وأن قيمة المشاريع التي أُنجزت حتى الآن بلغت مئة مليون دولار».
في غضون ذلك، شدّد داوودي أمام ضيفه التركي وزير النقل والاتصالات، بينالي يلدريم، على أن طهران حريصة على رفع مستوى تعاونها مع أنقرة على غير صعيد، مشيراً إلى ضرورة تفعيل هذا التعاون في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية التي يمرّ بها العالم.
أمّا الوزير التركي فقد أكّد رغبة بلاده في تطوير التعاون مع طهران وضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ومن المقرّر أن يشارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بعد أسبوعين، في المؤتمر الدولي لمناقشة أزمة المياه العالمية، والذي يعقد في مدينة اسطنبول التركية.
وعلى خط بغداد ـــــ طهران، ودّع الرئيس نجاد نظيره العراقي جلال الطالباني، بعد زيارة قام بها إلى إيران استغرقت ثلاثة أيام، وصفتها مصادر رئاسية عراقية بأنها كانت «مهمة وبناءة».
وأعلنت طهران أنه «لا حدود» أمام تعاونها مع بغداد، وأن زيارة الطالباني «تصب في مصلحة البلدين والمنطقة واستقرار العراق وأمنه، رغم انزعاج البعض من تنامي هذه العلاقات وتطورها».
من جهته، نفى مستشار الرئيس العراقي، محمد فرج، أن يكون الطالباني سلّم المسؤولين الإيرانيين أي رسالة من الإدارة الأميركية.
أمّا المرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي، فقد دعا، أثناء لقائه الطالباني، إلى خروج فوري لقوات الاحتلال الأميركية من العراق، معتبراً أن أي تأخير في ذلك سيكون مضرّاً للشعب العراقي.
والتقى الطالباني، إضافة الى خامنئي ونجاد، رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي، فيما يبدأ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني على رأس وفد إيراني رفيع، اليوم، زيارة إلى العراق تلبية لدعوة الطالباني، كذلك سيزور إقليم كردستان العراق.
من جهته، نفى وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن يكون الرئيس العراقي قد «طلب من إيران التنازل عن تعويضات الحرب التي فرضها نظام صدام حسين في الثمانينيات من القرن الماضي».
في المقابل (أ ف ب)، أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة، الأميرال مايكل مولن، أن إيران تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت طهران تملك ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة ذرية، قال «نعم بكل صراحة نعتقد ذلك». ورأى، في تصريح لشبكة «سي أن أن»، أن «امتلاك إيران للقنبلة الذرية ينذر كما أعتقد منذ زمن طويل بآفاق سيئة للمنطقة وللعالم».
أمّا المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، فقد اعترف بأن واشنطن خسرت سباقها مع طهران في مجال البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن بولتون قال في مؤتمر جمع سياسيين أميركيين محافظين في واشنطن الخميس الماضي، إن إيران «أفلحت في إجراء دورة الوقود النووي المتكاملة»، في إشارة إلى نجاح التشغيل التجريبي لمحطة بوشهر الكهرذرية.
من جهة أخرى، يبدأ مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم اجتماعاً في فيينا، لمعاودة البحث في الملفين النوويين الإيراني والسوري. وسيناقش مجلس الحكام، خلال الاجتماع الذي قد يستمر حتى السادس من آذار، مسألة تعيين خلف للمدير العام للوكالة، محمد البرادعي، الذي تنتهي ولايته الثالثة في 30 تشرين الثاني، ولم يترشّح لولاية رابعة.
إلى ذلك، طلب مستشار الرئاسة الإيرانية للشؤون الفنية، جواد شمغداري، من وفد سينمائي تابع لأكاديمية السينما الأميركية في هوليوود يزور إيران، اعتذاراً عمّا تضمّنه الكثير من أفلام هوليوود. وقال «لن يسمح لمسؤولي السينما (الإيرانيين) بأن يلتقوا رسمياً منتجي هوليوود إلا بعد أن يقدّم هؤلاء اعتذاراً للإيرانيين عن ثلاثين عاماً من الشتم والافتراء».