Strong>انتقم الجنود لقائدهم وقتلوا خصمه السياسي. هذه محصلة الوضع في غينيا بيساو، التي شهدت مقتل رئيسها ورئيس أركان جيشهاأكد مسؤول العلاقات الخارجية في الجيش، الضابط زامورا ايندوتا، مقتل رئيس غينيا بيساو، جواو برناردو فييرا، على يد عسكريين، بعد ساعات من اغتيال رئيس أركان الجيش الجنرال تاغمي نا وايي، في اعتداء بقنبلة.
ولفت ايندوتا إلى أن «الرئيس فييرا كان بأيدي الجيش حين كان يحاول الفرار من منزله، الذي هاجمته مجموعة من العسكريين المقرّبين من قائد أركان الجيش فجر أمس»، مضيفاً «حصدته رصاصات أطلقها هؤلاء العسكريون»، ومؤكداً أن «هذه ليست محاولة انقلاب. لقد أثبتنا مرة جديدة عزمنا على احترام السبل الديموقراطية ودستور البلاد».
واتهم إيندوتا رئيس الدولة بأنه «كان أحد أبرز المسؤولين عن موت تاغمي» قائد الجيش. وأضاف «إن البلاد ستنطلق مجدداً الآن. لقد عطّل هذا الرجل نهضة هذا البلد الصغير».
وأصدر الجيش بياناً شدد فيه على أن اغتيال الرئيس هو عملية فردية قام بها عدد من الجنود الذين تلاحقهم السلطات حالياً، نافياً أن تكون العملية رداً على عملية مقتل رئيس الأركان، مشيراً إلى أن الأوضاع تحت السيطرة.
وينصّ الدستور على تسلّم رئيس مجلس النواب، رايموندو بيريرا، الحكم في حال وفاة الرئيس.
وشهدت غينيا بيساو، هذا البلد الزراعي الصغير الذي يعدّ بين أفقر دول العالم ويبلغ عدد سكانه 1.6 مليون نسمة، سنوات من الانقلابات والحرب الأهلية. وذكر محللون أن عدم الاستقرار السياسي زاد خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما استغلت عصابات تهريب المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية ضعف هيمنة الشرطة على الساحل والمطارات النائية لتهريب الكوكايين عبر أفريقيا إلى أوروبا. وقد أشار مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إلى ضلوع كبار المسؤولين في الجيش والحكومة في هذا التهريب في أغلب الأحيان. وأمضى فييرا، الملقّب بـ«نينو» (69 عاماً)، وهو أحد وجوه «النضال من أجل التحرير الوطني» ضد الاستعمار البرتغالي، نحو 23 عاماً رئيساً لغينيا بيساو. وأعيد انتخابه رئيساً في 2005، بعد ستّ سنوات من نهاية حرب أهلية استمرت 11 شهراً (1998 ــ 1999) أطاحت حكمه.
يشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت عداوة متبادلة بين الرئيس ورئيس أركان الجيش، وعدد من محاولات الاغتيال التي طالت الطرفين؛ فالجنرال تاغمي كان عضواً في المجلس العسكري الذي أطاح الحكم العسكري لفييرا في التسعينيات، وكان منتقداً له بعدما عاد إلى السلطة.
(ا ف ب، رويترز، ا ب)