بول الأشقرحذّر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، أمس، نظيره الأميركي باراك أوباما من التدخل في شؤون كراكاس، ونصحه بالانكباب على معالجة مشاكل بلده. وقال، رداً على التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية بشأن حالة حقوق الإنسان في العالم الذي تطرّق إلى عدم تعاون فنزويلا مع جهود مكافحة المخدرات، «لا تستفزّني ولا تستفز فنزويلا... لا تخطئ ولا تسلك الطريق الغبي الذي سلكه سلفك. أول دولة في العالم تتعاطى مع مافيات المخدرات هي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك لها في العالم».
وبشأن تهمة دعم فنزويلا للإرهاب في كولومبيا أو في الشرق الأوسط، قال الرئيس الفنزويلّي «كلها أكاذيب... وهذه المرة من قبل حكومة أوباما... هل هناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة أم أن (جورج) بوش لا يزال في الحكم؟ يبدو أنه يريد تأمين استمرارية البوشية. ونحن، مهما كان مصدر الأكاذيب، مستمرون على طريق الثورة وبجعل فنزويلا كل يوم أكثر استقلالية».
وتابع تشافيز «ليته، إذا كان عن حق يعبّر عن التغيير، يكفّ عن الاعتداء علينا... وكل مرة سيُعتدى علينا، سنجيب باحترام. الولايات المتحدة بحاجة إلى زعيم... تحوّل إلى زعيم يا أوباما واعتنِ بشعبك وبالفقر في الولايات المتحدة. اعتنِ بالعنف والمخدرات والجنون. اعتنِ بخروق حقوق الإنسان في بلدك قبل اتهام الآخرين... الولايات المتحدة تترنّح تحت ضغط مشاكلها. فنزويلّا ليست مشكلتك ولا تعنيك». وختم قائلاً عن عدم اكتراثه لملاقاة أوباما في قمة الأميركيتين في نيسان، «لا يهمني إن كنا سنلتقي أو لا، أنا ذاهب للدفاع عن وحدة أميركا اللاتينية، عن رفع الحصار عن كوبا وعن محاكمة جرائم إسرائيل».
وعلى صعيد مشكلة التموين، أمر تشافيز الحرس الوطني بالتدخل في معامل الأرز نتيجة عدم تسليمها السوق كميات كافية من الأرز العادي ذي الاستهلاك الشعبي والسعر المراقب. والتدبير يقضي بوجود عناصر مسلّحة داخل المعامل لمراقبة الإنتاج. وحذر المعامل من وقف الإنتاج «لأني في هذه الحالة سألجأ إلى التأميم، ومن دون تعويض... أنا هنا للدفاع عن مصالح الشعب لا عن مصالح الأوليغارشية».
وكان تشافيز يتكلم لمناسبة مرور 20 سنة على ما يعرف بالـ«كاراكاتزو»، الانتفاضة الشعبية التي وقعت عام 1988 ضد غلاء المعيشة في كراكاس، وكانت حصيلتها 3 آلاف قتيل، بعدما فتح الجيش النار على المتظاهرين.
وتهكّم تشافيز على محلّلين معارضين يرجّحون وقوع «كاراكاتزو» جديد، متسائلاً: «من برأيكم سيكون المتضرر من الانتفاضة؟ أوَتعتقدون أني سأفتح النار على الشعب؟ هذا من سابع المستحيلات. بالعكس، لو حدث ذلك، سأكون أول من يلتحق بالشعب في تظاهراته».