h1>الرئيس السوداني يحشد شعبيّاً ويدعو «المحكمة الجنائية» إلى «بلّ القرار وشرب مائه»عزز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، التكهنات بشأن إصدار المحكمة مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني، عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيما صعّد الأخير من لهجته المنتقدة للمحكمة واصفاً قرارها بأنه «لن يساوي الحبر الذي كتب عليه»
استبق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، أمس، قرار قضاة الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية، الذي سيصدر اليوم، بشأن إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني، عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة في إقليم دارفور، معلناً وجود «أدلة دامغة» تدينه.
وقال أوكامبو، أمام مجموعة من الصحافيين في مقر المحكمة في لاهاي: «لدينا أكثر من 30 شاهداً سيروون كيف قام (البشير) بإدارة وضبط كل شيء». وأضاف أن العديد من هؤلاء الشهود يتمتعون بالحماية، وبرر هذا الأمر بالقول: «لقد استبقنا ما يحدث حالياً: إنهم يهاجمون من يعتقدون أنهم شهودنا»، مشيراً إلى أن هدف البشير كان يتركز على إبادة الجماعات العرقية الثلاث (الفور والمساليت والزغاوة)، الموجودة في الإقليم.
كذلك اتهم أوكامبو أيضاً السودان بمحاولة تقويض صدقية المحكمة. وقال: «عرض مجموعة من عملاء الحكومة المال على اللاجئين للحديث ضد المحكمة، والكشف عن أماكن وجود شهودنا، في محاولة لتقويض صدقيتنا». وشدد على أنه سيستأنف قرار القضاة إذا ردت المحكمة طلب المدعي كاملاً، مضيفاً أنه إذا قبلته جزئياً «فعلينا اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً»، مؤكداً أن ضميره «مرتاح جداً».
بدوره، واصل البشير لليوم الثاني على التوالي مهاجمة المحكمة الجنائية الدولية، واصفاً القرار الذي ستتخذه اليوم بأنه «لا قيمة له عندنا»، وأنه «لن يساوي الحبر الذي كتب به». وأكد، في خطاب ألقاه أمام آلاف السودانيين بمناسبة افتتاح سد «مروي» لتوليد الطاقة الكهربائية، أن «أي قرار سيصدر عن المحكمة الجنائية الدولية لا قيمة له عندنا، وسيكون مصيره مثل القرارات التي سبقته». وأضاف: «عندما أصدر مجلس الأمن القرار 1706 بشأن نشر قوات دولية في دارفور عام 2006، قلنا لهم إن عليهم أن يبلّوا القرار ويشربوا ماءه، والآن نقول لهم إنّ عليهم أن يستعدوا ليفعلوا به مثل سابقه». وتابع: «سنرد على كل هذه القرارات بمشروعات تنموية جديدة». ورأى أن «هناك استهدافاً للسودان من العالم الغربي لتعطيل مسيرته ولتعطيل مسيرة مشروعات التنمية فيه، ونحن لن نلتفت لذلك».
هذا وتباينت المواقف الصادرة أمس من المذكرة؛ فأعلنت حركة «حماس»، «دعمها ومساندتها» للبشير. وقالت، في بيان، إنها أرسلت رسالة تضامن إلى البشير عبّرت فيها عن «إدانتها واستنكارها الشديد لقرار المدعي العام لما يسمى المحكمة الجنائية الدولية»، مشيرةً إلى أنها «تجسّد الظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة والكيل بمكيالين». وشددت على أن «مثل هذه الإفتراءات والألاعيب هي وسيلة خسيسة لابتزاز الأمم الحرة».
في المقابل، طالب الأسقف الجنوب الأفريقي، ديزموند توتو، في افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، القادة الأفارقة بدعم محاولة إلقاء القبض على البشير. ورأى أنه «لأمر مخزٍ» أنّ العديد من القادة الأفارقة يحتشدون خلف البشير. وأضاف: «عوضاً عن الوقوف إلى جانب أولئك الذين عانوا في دارفور، فإن القادة الأفارقة حتى الآن احتشدوا وراء هذا الرجل المسؤول عن تحويل هذا الجزء من أفريقيا إلى مقبرة».
إلى ذلك، حذرت بعض السفارات الغربية مواطنيها من احتمال اندلاع احتجاجات عنيفة، إذا وجهت اتهامات للبشير، وخصوصاً بعدما تأكد تنظيم تظاهرات شعبية احتجاجاً على القرار أمام سفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي أفشلت الجهود الدبلوماسية التي حاولت تأجيل صدور القرار.
(يو بي آي، أ ف ب)

(رويترز)