رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف. الرسالة مؤكّدة، لكن ما تحتويه لا يزال طيّ السجال، لجهة تضمنها عرضاً أميركياً عنوانه «الدرع الصاروخية مقابل إيران»، أو عدمهنفى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، أن يكون قد عرض على روسيا أي «مساومة»، في رسالة قيل إنه وجهها إلى موسكو، بالتخلي عن الدرع الصاروخية في مقابل مساعدة في منع إيران من تطوير برنامجها النووي العسكري، فيما رأى مسؤول في الإدارة الأميركية أن الرسالة لم تكن سرية، وكانت تهدف لطلب المساعدة الروسية في التعامل مع ملف إيران، من دون عرض صفقة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن السكرتيرة الصحافية للرئيس الروسي نتاليا تيماكوفا، قولها إن «الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تلقى فعلاً رسالة من نظيره الأميركي أوباما. وكانت هذه الرسالة رداً على رسالة الرئيس الروسي، التي كان قد بعث بها إلى نظيره الأميركي بعد تولي الأخير منصب رئيس الولايات المتحدة رسمياً». وأضافت أن «رسالة أوباما تضمنت أفكاراً وتقويمات عامة، لكنها لا تتضمن أي مقترحات محددة أو مبادرات ملزمة للطرفين».
وفي تعليقه على الخبر، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إن روسيا مستعدة لمناقشة صيغة جديدة للدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة، لكنها ترى أن برنامج إيران النووي مسألة مستقلة. وأوضح أن الإشارات الواردة من واشنطن إيجابية، لكن المسألتين منفصلتان.
وأضاف مدفيديف، في مؤتمر صحافي في مدريد حيث يقوم بزيارة دولة: «إذا كنا نتحدث عن أي مبادلة (إيران مقابل نظام الدفاع الصاروخي) فإن السؤال يجب ألّا يُطرح بهذه الطريقة. لن يكون ذلك مثمراً». وتابع قائلاً: «إذا عرضت الإدارة الأميركية صيغة جديدة للدفاع الصاروخي تفي بالاحتياجات الأوروبية... وتكون مقبولة لنا، فإننا مستعدون لمناقشتها».
أما وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف، فأكد أن موسكو لن تنشر صواريخ «إسكندر» بالقرب من الحدود الأوروبية، إذا تخلت واشنطن عن خطة نشر عناصر من درع الدفاع الصاروخي في وسط أوروبا.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت في وقت سابق أن أوباما وجه رسالة إلى مدفيديف، أبدى فيها استعداد بلاده لوقف مشروع نشر الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا لقاء مساعدة روسية في الملف النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تحدد هويتهم، إن أوباما قدم هذا العرض في رسالة سلمها باليد مسؤولون كبار من الحكومة الاميركية إلى مدفيديف في موسكو الشهر الماضي. وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «رويترز» أن أوباما بعث برسالة في هذا الموضوع إلى نظيره الروسي. وقال: «يمكننا تأكيد أن الرئيس أوباما بعث برسالة إلى الرئيس مدفيديف». وأضاف: «الرسالة تناولت مجموعة من الموضوعات، منها الدفاع الصاروخي وصلته بالخطر الإيراني».
وعلى مستوى آخر، وصل أمس إلى واشنطن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي يسعى من خلال هذه الزيارة إلى الحصول على إيضاحات أكبر من الرئيس الأميركي بشأن ثلاثة موضوعات تتعلق بخططه للتعامل مع الأصول الخاسرة التي تقيد البنوك، ورأيه بشأن تشكيل جهاز جديد للرقابة على صناديق الاحتياط وغيرها من الشركات المالية، وأفكاره بشأن زيادة تمويل المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)