Strong>الرباط تقطع العلاقات مع الجمهوريّة الإسلاميّة وتتّهمها بـ «المسّ بعقيدة الشعب المغربي»غداة دعوة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إيران إلى اجتماع بشأن أفغانستان، وضعت طهران مجموعة من الشروط، التي قد لا تتوافق مع الرغبة الأميركية من إشراك الجمهورية الإسلاميّة في جهود استقرار هذا البلد المضطرب

طهران ــ محمد شمص
حدّدت طهران مسبقاً خطوطها الحمراء بشأن الطلب الأميركي بالتعاون في أفغانستان، وذلك بعد الدعوة التي وُجِّهت إليها للمشاركة في المؤتمر الدولي للدول الثماني في بروكسل.
ورفض رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، رفضاً قاطعاً، السماح بمرور أي دعم لوجستي مدني لقوات حلف الأطلسي عبر الأراضي الإيرانية، لأن إيران «لا تريد أن تمنح هذه القوات الشرعية والمشروعية لكونها باعتقاد الإيرانيين قوات احتلال أخفقت في مشروعها ومخطّطها في أفغانستان».
وقال بروجردي إن بلاده «ستسمح فقط بمرور المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان». واستغرب كيف يتهم الغرب بلاده بالتدخّل في شؤون دول الجوار، ثم يطلب منها المساعدة في أمن المنطقة والتعاون في هذه البلدان، واصفاً هذه الاتهامات بأنها «مجرد هدية شوكولا من أجل إسرائيل».
وبشأن مشاركة إيران في مؤتمر بروكسل الدولي، أوضح بروجردي أنها «ليست المرة الأولى التي تُدعى فيه إيران للمشاركة، فنحن شاركنا في مؤتمر أفغانستان في بون عام 2001، وكانت مشاركتنا مؤثّرة وفعّالة وشارك فيه الأميركيون أيضاً».
في هذا الوقت، لا تزال ردود الفعل مستمرة على تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأخيرة، والتي حذر فيها من التحدّي الإيراني للعرب، وهو ما ربطه مسؤولون إيرانيون مع «التعامل السيئ» لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية مع الحجاج والزوار الإيرانيين والمسلمين الشيعة في البقيع بالمدينة المنورة، حيث تتواصل الانتقادات لوزارة الخارجية الإيرانية، بسبب صمتها حيال «إساءة معاملة» هؤلاء الزوار.
لذلك، دعا عضو مجلس خبراء القيادة، أحمد خاتمي، في خطبة الجمعة في طهران، أمس، الدبلوماسية الإيرانية للقيام بواجبها واتخاذ الإجراءات اللازمة «لوقف هذه الممارسات السعودية المتشدّدة، وإلا فلتتوقف رحلات آلاف الإيرانيين إلى السعودية لأداء مناسك العمرة لأنه ليس من شيم إيران وشعبها العظيم أن تذلّها مجموعة من المتشددين».
ونصح خاتمي القادة السعوديين بمواجهة هذه المجموعات، قائلاً «سمعنا أن الحكومة السعودية تريد القيام بإصلاحات، أقول لهم إن الإصلاحات الحقيقية هي في مواجهة تلك الجماعات المتشددة». من جهة أخرى (يو بي آي)، دعا البيان الختامي لـ«المؤتمر الدولي الرابع لنصرة الشعب الفلسطيني»، الذي عقد في طهران يومي الأربعاء والخميس، إلى دعم مقاومة الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه.
وشدد البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أمس، على «الحق الفلسطيني غير القابل للتنازل لعودة اللاجئين الفلسطينيّين»، مطالباً بإجراء استفتاء عام يشارك فيه الفلسطينيون «نظراً لفشل جميع المبادرات الإقليميّة والدوليّة لحل القضية الفلسطينيّة».
واعتبر البيان، الذي أذيع في نهاية أعمال المؤتمر، الذي شاركت فيه شخصيات عربيّة وإسلاميّة، القضية الفلسطينية «قضية الأمة الإسلامية الأولى»، داعياً «المسلمين والعرب والأحرار في العالم إلى المحافظة على هذه الأولوية وعدم التنازل عنها». وأشاد بالإجراءات التي اتخذتها السلطة القضائية في إيران «لملاحقة مجرمي الحرب»، داعياً البلدان الإسلامية والحرة إلى القيام بإجراءات مماثلة.
وفي إطار التوتر العربي ــ الإيراني، قررت الممكلة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية اعتباراً من اليوم، بحسب ما أعلن بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية. ورأى البيان أن السلطات الإيرانية «سمحت لنفسها بالتعامل بطريقة متفردة وغير ودية، ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب، إثر تضامنه مع مملكة البحرين،..». وأضاف «إن هذا الموقف، أُضيف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي الذي يحميه جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين».

وقال المسؤول من مكتب المدعي العام، لوكالة الطلبة للأنباء (إسنا)، «جرت تحقيقات معها وسيُطلق سراحها في الأيام المقبلة»، وذلك بعدما اعتقلت لأسباب تتعلق بممارستها العمل الصحافي من دون رخصة، حسبما ذكرت السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي.
وقالت الهيئة القضائية إن صابري محتجزة في سجن إيفين بناءً على أمر من إحدى المحاكم الثورية.
واعتقلت صابري (31 عاماً)، الأميركية المولد، قبل شهر وكانت تعمل مراسلة صحافية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» وإذاعة «أن.بي.ار» ووسائل إعلام أخرى.
(رويترز)