h1>البرادعي يطالب الدول العربيّة بالمشاركة في حوار الغرب مع الجمهوريّة الإسلاميّةتحتدم المواجهة بين طهران وبعض العواصم العربية، التي باتت تكرّر هجومها على «التدخّل الإيراني» في شؤونها والعمل على تشييع السنّة، فيما تتواصل تصريحات القلق من البرنامج النووي الإيراني، رغم كل ما يُحكى عن أجواء الحوار الآتية
أعلن رئيس الاستخبارات الأميركية، دنيس بلير، أمس، أنه سيكون «من الصعب» إقناع إيران بالتخلّي عن برنامجها النووي المثير للجدل بالسبل الدبلوماسية. وقال، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي، «نعتقد أن إقناع القيادة الإيرانية بالتخلي عن تطوير أسلحة نووية، سيكون صعباً نظراً إلى العلاقة التي يراها كثيرون داخل الحكومة بين السلاح النووي والأمن القومي الإيراني وأهداف السياسة الدولية».
وفي نيويورك، صعّدت الدول الغربية الثلاث في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا) هجومها على إيران وسوريا في جلسة مخصصة لمناقشة انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط. واتهمت إيران بخرق قرارات المجلس المتعلقة بوقف التخصيب وإنتاج الماء الثقيل وتطوير الصواريخ البالستية، وبخرق حظر تصدير السلاح أو نقله عبر أراضيها إلى طرف ثالث.
وقدم مندوب اليابان، يوكيو تاكاسو، بصفته رئيساً للجنة العقوبات على إيران، تقريره عن تطبيق القرار 1737 الصادر في كانون الأول 2006. وأشار إلى رسالة تلقّاها من إحدى الدول تتعلق بنقل سفينة أسلحة، تحمل علم هذه الدولة، «في خرق لأحد بنود القرار». ولكن مندوب بريطانيا جون سووارز كان أكثر وضوحاً عندما اتهم إيران وسوريا بنقل الأسلحة، وطالب بمساءلة الدولتين عنهاوردّ مندوب إيران إسحاق الحبيب في رسالة وزّعها على أعضاء المجلس، قال فيها إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، «شدّد في بيانات عديدة على أنه ليس هناك دليل على أن تخصيب إيران لليورانيوم مخصص لبرنامج نووي عسكري».
وفي فيينا، دعا البرادعي الدول العربية إلى التدخّل لحل الجدل المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وقال، في مؤتمر صحافي عقده على هامش منتدى للسياسة الخارجية في البرلمان النمسوي، إن «تحوّلاً في سياسة الولايات المتحدة نحو محادثات مباشرة مع إيران يعطي دفعة لفرص حل سلمي، ما يبعث على الدهشة أن الدول العربية ليست مشاركة في حوار بين إيران والغرب. الجيران يكتفون حتى الآن بالجلوس على السور. أي حل للمسألة الإيرانية يتعيّن أن يشارك فيه الجيران».
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في حديث إلى صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، إن بلاده تؤمن بضرورة الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي لأن السبل الدبلوماسية لم تستنفد مع طهران، مشيراً إلى أن «الفرس أمة كبيرة، ولا يمكننا حل شيء في الخليج الفارسي وآسيا الوسطى بتجاهلهم».
أمّا الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، فقد ندّد من جهته، بـ«التدخّلات الإيرانية في الشؤون العربية»، لكنه شدّد على ضرورة الحوار لحلّ الخلافات مع إيران. وقال إن الحوار لا يزال «الوسيلة التي يجب أن تُتّبَع مع إيران لحلّ الخلافات معها.. الأمر يتطلب حواراً واسعاً عربياً ـــــ إيرانياً لبحث كل القضايا الخلافية وإنهائها».
في المقابل، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن محاولات «الأعداء»‌ لن تفلح في المساس بالعلاقات بين العالم الإسلامي. وأضاف، خلال استقباله وزير التجارة التونسي رضا التويتي في طهران، إن محاولات «الأعداء» المساس بالعلاقات بين الدول الإسلامية ستبوء بالفشل «بالنظر إلى وعي البلدان الإسلامية ويقظتها».
وشجب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، «بعض التحركات الرامية إلى جعل الدول العربية في مواجهة إيران». وقال إن إيران «هي أفضل صديق للعرب». وأضاف «إن هذا التحريض يمكن أن يكون خطيراً للجميع»، معرباً عن أمله «ألا تستمر مثل هذه التصرفات».
كلام رفسنجاني جاء خلال مراسم بدء أعمال الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة، إذ أعيد انتخابه رئيساً للمجلس المكلّف نظرياً الإشراف على نشاط المرشد الأعلى للجمهورية.
في هذا الوقت، تستضيف طهران اليوم عدداً من رؤساء الدول، الذين يشاركون في أعمال قمة «منظمة التعاون الاقتصادي» الإقليمية (إيكو).
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإيراني الأسبق، مير حسين موسوي (معتدل)، ترشّحه للانتخابات الرئاسية في 12 حزيران المقبل. وقال، في بيان، إنه «لا يدّعي التمكن من تحقيق الأهداف عبر انتخاب رجل واحد». وأضاف أن «المطلب العام بمراجعة السياسات وتوسع الجمهورية الإسلامية، والعودة إلى قيمها، قد يؤدي إلى تغيير». وأكد «أهمية احترام قيم الحرية في هذه الفترة بالذات».
وانتقد موسوي ضمناً سياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال «علينا تجنّب إهدار الموارد لمصالح قصيرة المدى وأهداف سياسية بلا قيمة».
(أ ف ب، الأخبار، يو بي آي، رويترز)