strong>تنهمك الإدارة الجديدة في واشنطن، هذه الأيام، بمشاريع إعادة تقويم سياسات الإدارة التي سبقتها. وما هو ظاهر حتى الآن أنها تنوي محو أيّ أثر لمخلّفات ولايتي جورج بوشأقرّ نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، في بروكسل أمس، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها ليسوا بصدد كسب الحرب في أفغانستان، غير أنهم «لم يخسروها على الإطلاق».
وأجرى بايدن مشاورات مع سفراء دول حلف شمالي الأطلسي الـ26 في مقرّ الحلف في بروكسل، دارت حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في أفغانستان وباكستان لوضع حد للتهديد الإرهابي. وقال إن «مدّ اليد إلى العناصر المعتدلة في حركة طالبان، من أجل تحقيق السلام في أفغانستان، أمر يستحق المحاولة»، وذلك على غرار ما جرى في العراق، بنجاح، تجاه المعارضين السنّة المتشددين.
أما عن المضمون العملي للمقترحات التي يمكن أن تقدم لـ«طالبان»، بناءً على ما أعلنه الرئيس باراك أوباما قبل أيام، فقد أشار بايدن إلى أن الأمر يعود إلى الحكومة الأفغانية، مضيفاً أن الأساسي هو «ألا يقوّض ذلك شرعية» الحكومة الأفغانية، «هدفنا يتمثّل في ألا تكون أفغانستان معقلاً للإرهابيين، وأن تكون قادرة على حكم نفسها بنفسها وضمان أمنها».
وأكد بايدن لـ«حلفاء» الولايات المتحدة في حلف شمالي الأطلسي أن سبب حضوره «بسيط وواضح: أنا هنا للتشاور والإصغاء، من أجل التوصل إلى استراتيجية مشتركة»، لمواجهة الخطر الإرهابي النابع من هذه المنطقة من العالم، الذي «يمثّل تهديداً أمنيّاً، لا للولايات المتحدة فحسب، بل لكل دولة حول هذه المائدة»، مضيفاً «عندما نتوصل إلى ذلك، تنتظر الولايات المتحدة من حلفائها أن يفوا بالتزاماتهم». وأشار إلى أن «ما نريد أن نعرفه هو رأي بلدانكم، بما يأتي بنتيجة وما لا يأتي بنتيجة».
من جهته، رأى الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر، لدى استقباله بايدن، أن هذه «المشاورات الوثيقة» تجسّد أحد المبادئ الأساسية لعمل «الأطلسي».
وفي السياق، أكد المنسّق الأعلى للسياسة الخارجيّة والأمنيّة في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أنّ دول الاتحاد الأوروبي، التي تنتمي 21 منها للحلف الأطلسي، ستزيد مجهودها المدني في أفغانستان، بدل إرسال تعزيزات عسكرية.
وعلى مستوى آخر، أشار بايدن إلى أن بلاده لم تعلن بعد مرشّحها لمنصب الأمين العام للحلف لخلافة شيفر، الذي تنتهي ولايته في تموز، نافياً التقارير التي تكلّمت عن دعم واشنطن للمرشح الكندي، مؤكّداً أنه قرار توافقي.
وعادة ما يسمّي الأوروبيون الأمين العام، فيما يترأس جنرال أميركي الأعمال الحربية. ومن المرشحين للمنصب وزير الدفاع الكندي بيتر ماكي ورئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوغ راسموسن ووزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)