خلافاً للتشريعات التي دأب عليها مجلسا الشيوخ والنواب الأميركييّن، رفض مجلس الشيوخ اقتراحاً بمنع توطين فلسطينيي قطاع غزّة في الولايات المتحدة
واشنطن ــ الأخبار
رفض مجلس الشيوخ الأميركي، أول من أمس، بغالبية 56 إلى 39 صوتاً وامتناع أربعة، مشروع تعديل تقدم به نائب زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس، جون كيل، يطالب بمنع فلسطينيي غزة من دخول الولايات المتحدة، ويضع قيوداً صارمة على المساعدات المقررة للقطاع في الميزانية الأميركية للعام الجاري.
ويُعرف عن كيل تطرّفه في العداء للعرب والمسلمين، وموالاته الشديدة لإسرائيل، إلى حد استضافته أخيراً عضو البرلمان الهولندي المعادي للمسلمين جيرت فيلدر، صاحب فيلم «فتنة»، الذي يحذر الغرب من «هيمنة الإسلام والخطر الهائل الذي يمثّله على أوروبا وعلى حريتهم»، ويصوّر المسلمين بأنهم «مصّاصو دماء، والقرآن بأنه كتاب يحضّ على القتل وسفك الدماء والتعذيب».
ويذكر أنه من النادر أن يرفض أحد مجلسي الكونغرس، الذي يتسابق أعضاؤه على إظهار انحيازهم إلى إسرائيل، تشريعاً ضد الفلسطينيين.
وكانت اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، والمعهد العربي ـــــ الأميركي، قد شنّت حملة لجمع التوقيعات ضد هذا التعديل الذي اقترحه كيل لإرفاقه بموازنة هذا العام، لكي يصبح قانوناً سارياً.
والتشريع هو استمرار لسلسلة الممارسات التي دأب عليها كيل في عدائه للمسلمين والعرب، إذ كان يدعو في تعديله المقترح على الميزانية الفدرالية إلى منع تخصيص أموال في الميزانية لتوطين أيّ من مواطني غزة في الولايات المتحدة.
وكان بعض التقارير قد أشار إلى أن قسماً من أموال المساعدات الإنسانية التي تعهدت إدارة أوباما بتقديمها لغزة ستستخدم لتوطين بعض مواطني القطاع في الولايات المتحدة.
وقد تزعّم رئيسا لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري واللجنة القضائية باتريك ليهي معارضة الديموقراطيين لتعديل كيل، فرأى ليهي أن مثل هذا القانون لو وجد منذ 150 عاماً، لما استطاع أجداده الإيرلنديون الذين أنجبوه على الأراضي الأميركية أن يدخلوا الولايات المتحدة.
وأضاف ليهي إن «الفلسطينيين الآن مثل أجداده الإيرلنديين، حين كانوا وقتها يقاتلون لحماية أرضهم، ومن أجل الحفاظ على حقوقهم والحصول على حقهم في التصويت، ولو كانوا يعيشون في إيرلندا اليوم لنُعتوا بالإرهاب».