لم يكد باراك أوباما يُرشّح تشارلس فريمان لرئاسة مجلس الاستخبارات، حتى انطلقت ماكينة اللوبي الصهيوني في حملة ممنهجة ضده، أدّت في النهاية إلى اعتذاره
واشنطن ــ الأخبار
اعتذر تشارلس فريمان، أمس، عن ترشيحه لرئاسة مجلس الاستخبارات القومي بعد تعرّضه لحملة من منظمات اللوبي الصهيوني منذ الكشف عن احتمال تعيينه، قبل نحو ثلاثة أسابيع، على خلفية تصريحاته المدافعة عن الشعب الفلسطيني ودعوته إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي. وقال مكتب مدير مجلس الاستخبارات دينيس بلير، في بيان أول من أمس، إن «فريمان الذي اختاره الرئيس باراك أوباما قدّم اعتذاراً عن عدم قبوله التعيين، وأنّه قبل قرار فريمان بأسف».
من جهته، عزى فريمان، في بيان، قراره إلى «اللوبي الإسرائيلي وأناس عديمي الضمير غاضبين مرتبطين بفصيل يتبنّى وجهات نظر سياسية لدولة أجنبية». واتهم «اللوبي الصهيوني بأنه يهدف إلى السيطرة على العملية السياسية، من خلال ممارسة الفيتو على تعيين أشخاص يحاججون في حكمة وجهات نظر اللوبي وتحليلاته السياسية، والعمل على استبعاد كل الخيارات من أمام الحكومة الأميركية ما عدا التي تكون في مصلحتهم».
وكان اختيار فريمان، الشهر الماضي، للمنصب قد آثار ردود فعل سلبية ومعادية من اللوبي الإسرائيلي، بدعوى أنه كان سفيراً لدى السعودية في الفترة الممتدة من 1989ـــــ1992، وزعم الموالون لإسرائيل في الكونغرس أنّه يتلقّى أموالاً من السعودية والصين. وتزعّم الحملة ضدّ فريمان النائب اليهودي الديموقراطي عن ولاية نيويورك ستيف إسرائيل، وزميله الجمهوري اليميني عن ولاية إلينوي مارك كيرك.
وأول انتقاد لتعيين فريمان جاء على شكل مقال نشره الموظف السابق في منظمة «إيباك» ستيفن روزين، المتهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل، على مدوّنته الإلكترونية، لينضم إليه في ما بعد العديد من جماعة إسرائيل، بينهم جيفري غولدبيرغ في مجلة «أتلانتيك»، ومايكل غولدفارب من مجلة «ويكلي ستاندرد»، الناطقة بلسان المحافظين الجدد، وأيضاً جون شيت ومارتن بيريتز من مجلة «نيوربيبليك» الذين ادّعوا أن فريمان يحمّل إسرائيل مسؤولية فشل عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية.
في وجه الحملة الممنهجة، نشر 14 سفيراً أميركياً سابقاً، بينهم توماس بيكرينغ ورونالد نيومان وصموئيل لويس، رسالة في صحيفة «وول ستريت»، الأسبوع الماضي، دافعوا فيها عن فريمان في وجه الحملة، ورأوا أن تعيين فريمان اختيار عظيم، مؤكّدين أنهم يعرفونه منذ سنوات خدمته الطويلة لبلاده في الحرب والسلم.