تؤكد طهران أن مشاكل حلف الأطلسي والقوى الغربية في أفغانستان لا تعنيها، بل ما يهمها هو الشعب الأفغاني. عنوان عريض وضعته الجمهوريّة الإسلاميّة لتحديد سقف التعاون المُفترض الذي قد يطلبه منها الجانب الأميركي في المؤتمر الدولي، الذي يعقد حول أفغانستان آخر الشهر الجاري في لاهاي
طهران ــ محمد شمص
تُفاخر طهران بأنها استطاعت «إفشال» المشروع الأميركي في العراق وأفغانستان، وأن المنطقة تشهد تطوّراً كبيراً. مفاخرة تنبع من أن الولايات المتحدة، «القوة العظمى، باتت تطلب، بل ترجو إيران للمساعدة في إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان»، حسبما يقول رئيس مجلس الخبراء الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
وتؤكد طهران أن أمر حلف شمالي الأطلسي والقوى الغربية ومشاكلها في أفغانستان لا تعنيها، بل ما يهمّها هو الشعب الأفغاني، الذي لن تتردّد في مساعدته ومساندته لعيش حياة كريمة، ولا سيما إذا شاركت في المؤتمر الدولي حول أفغانستان في لاهاي.
ومن جهته، وجّه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خطاباً إلى الغرب قال فيه: «لولا أخلاقكم السيئة وحصاركم لإيران طوال هذه السنوات لما وصلت إيران إلى ما وصلت إليه من تقدّم وتطوّر»، مشيراً إلى التكنولوجيا النووية والازدهار الحاصل في مجال صناعتي النفط والغاز.
وشدّد نجاد، خلال افتتاحه المرحلتين التاسعة والعاشرة من حقل «بارس» النفطي جنوب إيران، على أن «أعداء إيران في الغرب هم أصغر من أن يضعوا سداً أمام تقدّم الإيرانيّين.
ومن يريفان، قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إنه إذا قامت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«وضع الكلام في حيز التطبيق»، فعندها يمكن طهران «أن تستجيب بما هو مناسب» لدعوات واشنطن للحوار معها.
لكن ما أفسدته السياسة قد تصلحه الرياضة باعتقاد فريق المصارعة الأميركي، الذي حضر مباريات دوليّة في طهران أمس بمرافقة مراسل لقناة «CNN» الأميركية. فقد رأى مدرب الفريق الأميركي، زاكي جونز، أن «الشعب الإيراني صديق للأميركيين»، وأنه لقي مع فريقه ترحيباً وضيافة جيدة من الإيرانيّين.
من جهة ثانية، أشار رفسنجاني، خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني والعشرين للوحدة الإسلاميّة في طهران أمس، إلى أنه فوجئ خلال زيارته للعراق بأنه لم يشاهد أي جندي أميركي في طريقه بين سامراء والنجف. وقال إنه «علم بأن أوامر تلقتها قوات الاحتلال تقضي بعدم الظهور أمام الوفد الإيراني»، مضيفاً: «لا قدرة لقوات الاحتلال على البقاء في العراق بسبب حجم الخسائر في جنوده والأضرار المالية والاقتصادية التي يتكبدها».
وحذّر الرئيس السابق، خلال المؤتمر الذي حضرته 161 شخصية فكريّة ودينيّة وعلمائيّة من 35 بلداً من العالم، من أن «الأميركيّين والأوروبيّين بعد فشلهم في المنطقة عادوا إلى أسلوبهم القديم وينشطون في مجال الإعلام والدعايات لتحقيق ما فشلوا به عبر الآلة العسكرية». ورأى رفسنجاني أن «الوحدة الإسلامية مفقودة ونقطة ضعف المسلمين». وقال إن «سبب غلبة الأعداء هو نجاحهم في إيجاد الفتن والاختلافات بيننا». واستعرض أوراق القوة التي بحوزة المسلمين «فهم يمثّلون 25 في المئة من سكان الأرض، وبلدانهم ذاخرة وغنية بالموارد الطبيعية، بالإضافة إلى موقعهم الجيوبوليتيكي، حيث أكثر المناطق أهمية وحساسية في العالم».
بدوره، رأى رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، أن المؤتمر، الذي يشرف على إدارته، «يأتي في سياق الإضاءة على مكامن القوة لدى المسلمين، وأن الوحدة هي أهم أركانها». وأضاف أن «الأمة الإسلامية تواجه تحديّات كبيرة من أعدائها، ولا سيما الصهاينة، لهذا فإن وحدتهم أضحت حاجة ملحّة وضرورية».