رغم كثرة التصريحات في الآونة الأخيرة عن صفقات أسلحة بين روسيا وبعض الدول العربية، بقي غالبيتها كلاماً في الهواء، لتحتل فنزويلا قائمة مستوردي الأسلحة الروسية في العام الماضي من دون اختراقها للمنطقة
موسكو ــ حبيب فوعاني
أعلن الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، أن «روسيا سجّلت رقماً قياسياً في تصدير الأسلحة وصل إلى 8 مليارات و350 مليون دولار عام 2008»، بعدما كانت قد صدّرت عام 2007 أسلحة بقيمة 7 مليارات و400 مليون دولار، أي بفارق 950 مليون دولار، وذلك وفق المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني.
وصدّرت روسيا عام 2008 ما مجموعه 42 مقاتلة متعددة الأغراض من طراز «سوخوي ـــــ 30»: 18 منها إلى الهند و8 إلى الجزائر و8 أخرى إلى فنزويلا و6 إلى ماليزيا واثنتان إلى إندونيسيا.
ويمكن القول إن فنزويلا كانت أكبر مشترٍ للمروحيات الروسية العام الماضي، إذ اشترت 14 مروحية نقل من طراز «مي ـ 17بي ـ 5» واثنتين من طراز «مي ـ 172» معدتين لنقل كبار المسؤولين. حتى إن مجمل اتفاقيات الأسلحة مع كراكاس، يبلغ مجملها 4 مليارات و400 مليون دولار. وتشير مجلة «فلاست» إلى أن تنفيذها اكتمل بمعظمه في العام الماضي. وبالعودة إلى المروحيات، احتلت إندونيسيا المرتبة الثانية بعد فنزويلا، تلتها كرواتيا وكازاخستان وكولومبيا وباكستان والصين ومنغوليا.
وبالنسبة إلى منظومات الدفاع الجوي، تسلمت الصين 8 بطاريات من منظومات الدفاع الجوي الصاروخي «إس ـ300 بي إم أو 2»، فيما حصلت سوريا على 12 من 50 عربة دفاع جوي صاروخية ـ مدفعية «بانتسير ـ إس1». أما المدرعات، فقد تسلمت الهند 60 دبابة «تي ـ90 إس»، والجزائر 53 دبابة «تي ـ90 إس أ».
غير أن أبرز عقد للأسلحة المضادة للدبابات الذي وقع العام الماضي كان مع تركيا لتزويدها بالمنظومتين الصاروخيتين «ميتيس ـ إم 1» و«كورنيت ـ إي»، اللتين أثبتتا فعاليتهما خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
في المقابل، لم تتمكن الأسلحة الروسية من اختراق منطقة الشرق الأوسط، حتى إن الكثير من تصريحات الرؤساء العرب بقيت في الهواء. ولم تؤدِّ المباحثات الروسية الليبية وإسقاط 4 مليارات و600 مليون دولار من الديون الليبية لروسيا، خلال زيارة الرئيس الروسي آنذاك فلاديمير بوتين لطرابلس، إلى إعادة الجماهيرية إلى مجموعة كبار مستوردي الأسلحة الروسية. واكتفى الليبيون بتوقيع عقد لصيانة السفن العسكرية السوفياتية الموجودة لديهم وشراء أعداد قليلة من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية «بيتشورا ـ 2إم»، وطلب صنع ثلاثة قوارب صاروخية من طراز «مولنيا» (البرق) بقيمة 200 مليون دولار، كما تؤكد صحيفة «فيدوموستي» الروسية.
وفي العام الماضي، أعادت الجزائر 15 مقاتلة من طراز «ميغ ـ 29 إس إم تي» إلى روسيا واشترتها بالتالي وزارة الدفاع الروسية، ربما لتقديم 10 منها إلى لبنان، لأن الحديث عن تقديم «موجودات الجيش الروسي» إليه جرى خلال زيارة وزير الدفاع اللبناني ميشال المر لموسكو. وأسقطت هذه الإعادة طائرات «الميغ» من حزمة اتفاقيات روسية مع الجزائر بـ 8 مليارات دولار، وُقِّعَت في آذار من عام 2006، ونصت على شراء 34 طائرة منها.
وبرر الجانب الجزائري خطوته بالحالة التقنية السيئة للطائرات، فيما الجانب الروسي يعزو ذلك إلى التباين في القيادة الجزائرية ومقاومة واشنطن وباريس.
ورأى ممثلو المجمع الصناعي العسكري الروسي أن رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، ممثل الفريق الموالي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يشرف على توريدات الأسلحة للقوات البرية الجزائرية، فيما قوى منافسة للرئيس، حسب مجلة «فلاست» الروسية، تشرف على التوريدات إلى القوات الجوية الجزائرية.
وبالنسبة إلى إيران، لم يشهد عام 2008 توريدات جديدة، وظهرت فقط أنباء متناقضة عن بيع منظومات «إس ـ300» إلى الجمهورية الإسلامية، ويستبعد خبراء حصول ذلك في المنظور القريب، مع أن هذه السوق يمكن أن تعود على روسيا بـ 300 إلى 500 مليون دولار سنوياً.
وفي شباط من العام الماضي، وبعد عام من زيارة بوتين المشهودة للمملكة العربية السعودية، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، أعلن في موسكو عن «مفاجأة تسليحية» تقضي بأن تقوم السعودية بشراء كميات ضخمة من الأسلحة الروسية مقابل إيقاف موسكو تزويد طهران بالأسلحة. ووعد الوزير السعودي بالوصول بالتعاون العسكري والمدني بين البلدين خلال 5 أعوام إلى حجم 50 مليار دولار، إضافة إلى إشراك موسكو في إنشاء نظام الدفاع الجوي للمملكة. لكن الأمر لم يتعد التصريحات.
وانتقل الأمر إلى الإمارات العربية المتحدة، إذ لم تؤدّ المباحثات لشراء أحدث منظومة دفاع جوي صاروخية روسية بعدة مليارات دولار إلى أي نتيجة. وتشتري الإمارات اليوم منظومات «باتريوت» الأميركية.