جدّد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي، انتقاده للزعماء العرب «المعتدلين»، ودعا إلى دعم «المجاهدين» في العراق لتحرير «بلاد الرافدين»، واتخاذه مع الأردن منطلقاً لتحرير فلسطيناتهم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي جديد بعنوان «خطوات عملية لتحرير فلسطين»، الزعماء العرب المعتدلين بالتآمر مع الغرب على المسلمين، وحثّ أتباعه على الاستعداد للجهاد.
وقال بن لادن إن «الفرصة الثمينة النادرة للصادقين في رغبتهم في تخليص الأقصى هي بدعم المجاهدين في العراق بكل ما يحتاجون إليه لكي يحرروا أرض الرافدين». وأضاف «من الأردن تكون الانطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها، وتفتح الحدود بالقوة لاستكمال النقص في المقوّمات المطلوبة، لكي تحرّر فلسطين كلها من النهر إلى البحر». وأوضح أن الأردن «أفضل وأوسع الجبهات، فنصف سكانها هم من أهل فلسطين الذين هجّروا منها سابقاً، ومن الأردن تكون الانطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها».
من جهةٍ ثانية، انتقد بن لادن موقف الزعماء العرب من الحرب على غزة. وقال «لقد بدا واضحاً أن بعض حكام العرب تواطأوا مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا وهم من تسمّيهم أميركا حكام دول الاعتدال». وأضاف «يجب أن نبرأ إلى الله تعالى من كل من تواطأ مع الأعداء ضد أهلنا». ووصف الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على غزة بالمحرقة. وقال «محرقة غزة وسط هذا الحصار الطويل هي حدث تاريخي مهم وفاجعة مفصلية، تؤكد ضرورة المفاصلة بين المسلمين والمنافقين، فلا يصح أن تكون حالنا بعد غزة كحالنا قبلها».
كذلك اتهم بن لادن قيادات الجماعات الإسلامية بخذلان الأمة، نظراً إلى اعتبارهم أن «الحكام قادة شرعيون يحرم الخروج عليهم». وتساءل «كيف لا تتوالى علينا المصائب في هذه الحالة؟».
ورأى بن لادن «أن دول العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى موريتانيا بلا استثناء تنقسم إلى قسمين اثنين: دول معوجة ودول أكثر اعوجاجاً، والإسلام بريء من حكامها جميعاً». وأشار إلى أن الطريق لتحرير الأقصى «يحتاج إلى قيادات حقيقية، صادقة، مستقلة، قوية وأمينة، تكون على مستوى هذه الأحداث الجسام، وبعيدة عن تدخّل السلاطين وعلماء السوء». ودعا إلى إقامة هيئة من رجال الدين الورعين لوضع قائمة تحذر المسلمين من «المنافقين ووسائلهم، ولا سيما الإعلامية، كالصحف والكتب والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية». وقال إن القائمة يجب أن تضم «هيئة الإذاعة البريطانية وتلفزيون الحرة في العراق وقناة العربية».
وفي أول تعليق أميركي على الشريط، رأى مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب، رفض الكشف عن اسمه، أن التسجيل «لا يحمل جديداً». وقال «إن تنظيم القاعدة يتطرق إلى هذه المواضيع بانتظام، ولا أعتقد أن هذا الشريط يحمل جديداً». ودعا إلى «عدم السعي كثيراً لتفسير توقيت هذا التسجيل»، موضحاً أن «هذا النوع من الرسائل لا يتزامن عادةً مع ارتكاب اعتداءات».
(أ ف ب، رويترز)