بول الأشقرأدلى الناخبون السالفادوريون، وعددهم 4 ملايين و200 ألف، أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس، بعد حملة تميزت بمستوى عال من الاستقطاب بين الصحافي اليساري موريسيو فونيس والمدير السابق للشرطة رودريغو أفيلا ممثلاً اليمين. انتخابات يتوقع أن تشهد مشاركة عالية، وأن تصدر النتائج بسرعة، لكون المنافسة تقتصر على مرشحَين، وأن تأتي متقاربة إلى حد بعيد ما يجعل الترجيح أمراً مستحيلاً.
وبوجود نحو 5000 مراقب دولي ومحلي، بدأت العمليات الانتخابية في جو هادئ يخيم عليه شيء من الحذر نتيجة استمرار الحملة الانتخابية، رغم إقفالها رسمياً منذ الأربعاء الماضي، من جانب هيئات تؤيد المرشح الرسمي من دون أن يكون لها صفة رسمية مثل «لن نسلّم السلفادور»، ما يمنع مقاضاتها.
جديد هذه الانتخابات أنّ الولايات المتحدة عبّرت عن حيادها وعن استعدادها للعمل مع «الرئيس المنتخب أيّاً كان». وجاء هذا التصريح على لسان توماس شانون، الوزير المساعد لشؤون أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الأميركية. وصدر بيان مماثل من السفارة الأميركية في السالفادور، التي وضعته منذ نهار السبت على موقعها الإلكتروني.
ويأتي هذا الموقف بعد رسالة رسمية وجهها 140 باحثاً في شؤون أميركا اللاتينية، يقطنون في الولايات المتحدة، إلى رئيسة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون، طالبوها فيها بموقف رسمي أميركي يضع حداً لـ «حملة التخويف». كذلك وجه 35 برلمانياً أميركياً رسالة مماثلة إلى الرئيس باراك أوباما.
وكانت الحملة اليمينية قد بثّت من دون هوادة إعلانات مفادها أن فونيس «سيسلم السالفادور إلى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي موّل حملته» ولجأوا إلى إعلانات من نوع «تشافيز واليسار يكرهان الولايات المتحدة، إن كنت تحب أوباما، فاقترع لأفيلا».
أما فونيس، فردّد مراراً وتكراراً أن أوباما والرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا «مصدرا إلهام في حملته الانتخابية». وأجاب على حملة التخويف قائلاً «ذعرهم آت من معرفتهم بأنني سأسلم السالفادور لشعبه بعد حكم أرينا لمدة عشرين عاماً».
ومن المرجّح أن تلقي الأزمة الاقتصادية الأميركية التي أدت حتى الآن إلى انخفاض التحويلات السالفادورية التي تمثّل ركيزة أساسية في تكوّن الناتج القومي، والتي يخشى أن يؤدي تعمّقها إلى عودة أعداد كبيرة من المهاجرين، بظلالها على الأوضاع، الأمر الذي قد ينذر بتشابك مشكلة البطالة بالحالة الأمنية المتردية في أميركا الوسطى بعد تكاثر العصابات المجرمة.