تبادلت السلطات الأميركية والتركية، أمس، التحذيرات. أنقرة تنذر واشنطن من مغبة إقرار قانون «الإبادة الأرمنية»، والسلطات الأميركية تنبّه نظيرتها التركية من أعمال «إرهابية» يستعدّ لتنفيذها كوادر من تنظيم «القاعدة».وحذّر وزير الخارجية التركي، علي باباجان، من أنّ تصديق الكونغرس الأميركي قانوناً يعترف بـ«الإبادة الأرمنية»، سيؤدّي إلى التضحية بالجهود المبذولة منذ أكثر من عام، لتحقيق المصالحة مع أرمينيا.
وذكّر باباجان بأنّ تركيا وأرمينيا تناقشان بالفعل «أحداث عام 1915»، محذّراً من أنّ «أي خطوات يتخذها طرف ثالث بشأن هذا الموضوع لن تأتي إلا بالأذى لجهود مسار المصالحة».
وقال رئيس الدبلوماسية التركية، تعليقاً على أنباء عن قرب تصويت الكونغرس على قانون «الإبادة»، «نأمل أن ينأى المشرعون بأنفسهم عن هذا الملف، وأن يتصرفوا بمسؤولية».
وتقدّم أعضاء الكونغرس بمشروع القانون هذا تحت اسم «تأكيد الاعتراف الأميركي بالإبادة الأرمنية» بعد نيله توقيع 77 عضواً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
وطالب موقّعو مشروع القانون، بحسب وكالة «أسوشييتد برس»، الرئيس باراك أوباما (المعروف بقربه من اللوبي الأرمني ــ الأميركي)، أن «يعتمد سياسة خارجية تتلاءم مع حقيقة الإبادة الأرمنية». وسبق لمجلس النواب الأميركي أن صوّت على نص القانون نفسه قبل عامين، قبل أن تنجح ضغوط الرئيس جورج بوش على الزعماء الديموقراطيين في سحبه من التداول، خوفاًَ من أن يؤثّر إقراره في التحالف الوثيق الذي يجمع الولايات المتحدة وتركيا.
وتكتسب الحملة الحالية أهمية خاصة، وخصوصاً أن أوباما قد اختار تركيا ليزورها كأول محطة إسلامية في نيسان المقبل، وسبق أن أعرب عن رغبته في توسيط أنقرة مع إيران. كما أبدت رئيسة دبلوماسيته، هيلاري كلينتون، تفاؤلها بالدور التركي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، فضلاً عن الحاجة الأميركية إلى أنقرة في عدد من الملفات، أهمها الانسحاب الأميركي من العراق عن طريق تركيا، والدور التركي الكبير في أفغانستان.
وقابلت الإدارة الأميركية هذا التحذير، بآخر مماثل، عندما أبلغت الاستخبارات الأميركية، الشرطة التركية، تخوفها من احتمال تنفيذ تنظيم «القاعدة»، هجمات ضد أهداف أجنبية في تركيا، وخصوصاً أميركية وإسرائيلية.
وكشفت صحيفة «ملييت» أن التحذير الأميركي يتضمن لائحة من أعضاء «القاعدة» ينشطون في تركيا، بينهم لبنانيون ومغاربة وفلسطينيون وسوريون «دخلوا تركيا عبر سوريا في شهري كانون الثاني وشباط الماضيين».
(أ ب، أ ف ب)


ينوي رئيس الحكومة الفرنسية، فرانسوا فييون، زيارة تركيا في تموز المقبل «لإصلاح العلاقات الثنائية المتأثرة سلباً بالرفض الفرنسي لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي». وعن تأخير الزيارة، جزم دبلوماسيون غربيون، لصحيفة «حرييت»، بأن السبب يكمن في تفادي إجرائها قبل موعد الانتخابات الأوروبية المقررة في حزيران المقبل، «لكي لا يستغلها المعارضون لدخول تركيا إلى النادي الأوروبي، كورقة انتخابية».
(الأخبار)