Strong>أثمرت الاحتجاجات الشعبية في باكستان «غصن زيتون» قدمته الحكومة إلى المعارضة، فاتحةً المجال مرة أخرى للحوار، منعاً لانجرار الدولة النووية، إلى حافة الفوضىدعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، وزعيم حزب الرابطة الإسلامية المعارض نواز شريف، أمس إلى المصالحة لوضع حد للأزمة السياسية في باكستان، في وقت أُعيد فيه رئيس القضاة افتخار محمد تشودري إلى منصبه، الذي أقيل منه قبل عامين. وجاءت هذه الدعوة، عقب أول اجتماع يعقده الرجلان منذ إصدار المحكمة العليا قراراً بحظر شريف وشقيقه شهباز من الترشح إلى الانتخابات. وأعلن جيلاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع شريف، «لقد أتيت للقاء السيد نواز شريف، وفي يدي غصن زيتون من الحكومة ورسالة من الرئيس آصف علي زرداري، بأن الوضع يتطلب مزيداً من المصالحة لأن باكستان تواجه تحديات كبرى»، مشدداً على إيجابية اللقاء.
من ناحيته، أشاد شريف بالحكومة لموافقتها على إعادة تشودري إلى منصبه، ورحّب برسالة حسن النوايا التي بعث بها خصمه زرداري. وقال إنها «فأل حسن»، مؤكداً على مطلبه «إلغاء التعديل السابع عشر وتطبيق ميثاق الديموقراطية»، الذي جرى توقيعه بين شريف ورئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو، والذي يدعو إلى استعادة الديموقراطية وتجنّب المواجهات، كما يدعو إلى عدم تدخل الجيش في السياسة. وأعرب شريف عن استعداد حزبه للتعاون مع حزب «الشعب» إذا أُلغيت. وكان قد مهّد للقاء، تقديم رئيس المحكمة العليا في باكستان عبد الحميد دوغر، استقالته من منصبه، كمقدمة لعودة الرئيس السابق للمحكمة افتخار تشودري، إلى منصبه عملاً بقرار حكومي. ويعلّق ملايين الباكستانيين آمالاً كبيرة على عودة القاضي تشودري، المعروف بنزاهته، والذي يحظى بدعم كبير، ولكن سيكون هامش مناورته محدوداً، نظراً إلى أنه محاط بعدد كبير من القضاة الذين عيّنهم الرئيس السابق برويز مشرف، ما يمثّل عقبة أمام أي تغيير جذري.
من جهة ثانية، وصل أول من أمس المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) ليون بانيتا، إلى باكستان، في إطار المراجعة الجارية للسياسة الأميركية في جنوب آسيا.
والتقى بانيتا جيلاني، الذي شدد في بيان صدر عن مكتبه عقب اللقاء، على ضرورة حل مشكلة إقليم كشمير، التي تتنازع عليه باكستان مع الهند، حتى تتمكن إسلام أباد «من التركيز تركيزاً كاملاً على خطر المتطرفين والإرهاب».
ومن جهته، أعرب بانيتا، الذي التقى أيضاً الرئيس آصف علي زرداري ورئيس جهاز الاستخبارات الجنرال أحمد شوجا باشا، عن ارتياحه للتعاون بين البلدين.
وفي السياق، قال وزير الداخلية الهندي، بي شيدانبارام، إن باكستان «معطّلة»، وباتت على شفير التحول إلى «دولة فاشلة»، مبدياً قلقه من انتشار نفوذ حركة «طالبان»، وإمكان تأثيره على الهند. وأعرب عن استعداد نيودلهي للعمل مع إسلام آباد، شرط تفكيكها «البنى التحتية الإرهابية، وتنظيمها لأعمالها كدولة متحضّرة».
(أ ف ب، يو بي أي، أ ب)