تغرق واشنطن في وحول حربين: العراق، حيث قررت «خطة هروب مشرّفة»، وأفغانستان، حيث تسعى إلى «استراتيجية خروج»فيما يُتوقع أن تصدر الاستراتيجية الأميركية الجديدة لأفغانستان وباكستان من أجل قتال «القاعدة» و«طالبان» والمتحالفين معهما خلال أسبوع من الآن، انكشف مغزى تلك الاستراتيجية من خلال ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو إيجاد «استراتيجية خروج»، إضافة إلى ما عرضه المبعوث الأميركي، ريتشارد هولبروك، على حلف شمالي الأطلسي من خطط جديدة لقتال المتمرّدين.
وفي مقابلة مع تلفزيون «سي بي أس» ضمن برنامج «60 دقيقة» أول من أمس، أعلن أوباما أنه يجب وضع «استراتيجية شاملة للخروج من أفغانستان، يجب أن يسود شعور بأن هذه ليست عملية دائمة». وقال إن «قرار إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان، سيُنشرون خصوصاً في المناطق الجنوبية المضطربة في محاولة لوقف أعمال العنف قبل الانتخابات الرئاسية في آب، كان أصعب قرار أتخذه منذ تولي مهامي». وأضاف «أعتقد أنه الأمر الصائب، لكنه كان قراراً صعباً لأننا اضطررنا لاتخاذه قبل استكمال مراجعة الاستراتيجية التي نقوم بها».
وحدّد أوباما «المهمة الأميركية» في أفغانستان بأنها «التأكد من أن القاعدة لا يمكنها مهاجمة الولايات المتحدة والمصالح الأميركية وحلفائنا. تلك هي أبرز أولوياتنا». وقال «عملاً بهذه الأولوية، قد يكون هناك سلسلة من الأمور التي يجب أن نقوم بها»، موضحاً «يجب أن نعزز القدرات الاقتصادية في أفغانستان، وأن نضاعف جهودنا الدبلوماسية في باكستان».
وأضاف «قد نضطرّ لاعتماد مقاربة دبلوماسية أوسع إقليمياً. قد نضطر للقيام بتنسيق أكثر فاعلية مع حلفائنا، لكن لا يمكننا تحويل أنظارنا عن مهمتنا الأساسية».
وقال الرئيس الأميركي إن «المهمة هي نفسها التي قرّرتها الولايات المتحدة حين دخلت إلى أفغانستان بعد اعتداءات 11/9»، مشيراً إلى أن التخطيط لأعمال عنف ضدّ مواطنين أميركيين «هو أمر لا يمكننا التسامح معه». ثم استدلّ بـ«التجربة العراقية» ليعلن تأييده لإجراء محادثات مع «معتدلي طالبان» من أجل عزل القيادة المشتدّدة المتحالفة مع «القاعدة».
وأشار أوباما إلى أنه «ما دامت هناك ملاذات آمنة في هذه المناطق الحدودية (الباكستانية القبلية المحاذية لأفغانستان) الخارجة عن سيطرة الحكومة الباكستانية، فسيبقى هناك خروق على الجانب الأفغاني من الحدود».
وفي إطار الإجراءات الأميركية الجديدة في أفغانستان، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانيّة أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يخططون لتعيين شخصية رفيعة المستوى في منصب رئيس وزراء في تحدّ مباشر للرئيس حميد قرضاي، بسبب الاستياء من عجز حكومته وانتشار الفساد بين أوساطها. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أوروبي قوله «نحتاج إلى شخص يعمل إلى جانب قرضاي، إلى رئيس وزراء قادر على تنفيذ الأشياء ويحظى بثقتنا ويكون عرضة للمساءلة من قبل الشعب الأفغاني».
وفي أعقاب محادثات غير رسمية، أجراها في بروكسل خلال اليومين الماضيين، التقى هولبروك الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، و26 من مبعوثي الحلف وعدداً من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
وهذه المحادثات هي الأخيرة قبل الاجتماع الدولي بشأن أفغانستان، الذي سيُعقد في لاهاي خلال أسبوع، حيث ستعلن واشنطن استراتيجتها الجديدة للمنطقة.
(أ ب، أ ف ب)