أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أمس، أن «الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف الفوسفور الأبيض بصورة غير مشروعة على مناطق ذات كثافة سكانية عالية في قطاع غزة، خلال هجومه الأخير الذي أدّى إلى مقتل وإصابة مدنيين بصورة غير ضرورية». وقالت، مستشهدة باستخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض كدليل على ارتكاب جرائم حرب، إن «الجيش كان على علم بأن الذخائر تهدّد مدنيين، إلاّ أنه واصل عن عمد أو إهمال استخدامها حتى الأيام الأخيرة من العملية التي جرت بين 27 كانون الاول و18 كانون الثاني في انتهاك لقوانين الحرب».وقال الباحث في المنظمة، فريد ابراهامز، «في غزة، لم يستخدم الجيش الاسرائيلي الفوسفور الأبيض في الأماكن المفتوحة فقط غطاءً لقواته، بل أطلق قذائف الفوسفور الأبيض مراراً على مناطق ذات كثافة سكانية عالية حتى عندما لم تكن قواته في المنطقة ومع وجود قذائف دخان أكثر سلامة. ونتيجة لذلك، أصيب وقتل مدنيون بصورة غير ضرورية».
ودعت المنظمة، ومقرّها نيويورك، إلى تحميل كبار قادة الجيش الإسرائيلي المسؤولية، وحثت الولايات المتحدة، التي أمدت إسرائيل بهذه القذائف، على إجراء تحقيق خاص من جانبها.
في المقابل، أشارت «هيومان رايتس ووتش» إلى أنها «لم تعثر على أي دليل على استخدام حماس الدروع البشرية» في الحالات التي وثقتها في التقرير. واستطردت قائلة «في بعض المناطق، بدا أن هناك مقاتلين فلسطينيين. لكن هذا لا يبرّر استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق السكانية من دون تمييز».
في هذا الوقت، يخشى الجيش الإسرائيلي من حدوث توجّه في صفوفه إلى التشدد الديني. ونقلت صحيفة «هآرتس»، التي تميل إلى اليسار، عن جندي لم تنشر اسمه قوله إن «هذه العملية (الحرب) كانت حرباً دينية». وأشار إلى قول عن حاخامات جيش الاحتلال للقوات التي كانت موشكة على دخول غزة: «كانت رسالتهم واضحة جداً. إننا شعب يهودي، أعادنا الله إلى هذه الأرض والآن نحتاج إلى القتال لطرد غير اليهود».
ويجادل بعض المحللين الإسرائيليين بأن الضجة والتساؤلات المتعلقة بالانقسام المتزايد بين العلمانيين والمتدينين في الجيش، كما هي في المجتمع الإسرائيلي الأوسع نطاقاً، مبالغ فيها. كما أن النداءات بإجراء إصلاحات في الجيش سابقة لأوانها.
وأثيرت هذه الضجة الأسبوع الماضي حين أعلن مدير أكاديمية للشبان الموشكين على التجنيد، شهادات من جنود شاركوا في حرب غزة، تحدثت عن قتل المدنيين وممارسة الحاخامات نفوذاً قوياً بين القوات.
(رويترز)