شهد العراق في اليومين الماضيين أول معركة واسعة النطاق بين قوات «الصحوات» والقوات العراقية، وإلى جانبها قوات الاحتلال الأميركي، وسط مخاوف من تمددها إلى مناطق نفوذ البشمركةحاصرت القوات العراقية والأميركية خلال اليومين الماضيين منطقة الفضل في بغداد، بعد اشتباكات عنيفة مع رجال «مجالس الصحوة» الذين أغضبهم اعتقال قائدهم عادل المشهداني ومساعده، بتهم «الإرهاب». اشتباكات أودت بحياة 3 أشخاص على الأقل، وجرح 30 آخرين، واحتجاز خمسة جنود عراقيين كرهائن، ولم تنتهِ بمحاصرة المنطقة وتخيير مقاتلي «الصحوة» ما بين إلقاء سلاحهم والاعتقال.
وفيما تحدثت تقارير عن أنّ مسؤولين أميركيين توسّطوا في المحادثات بين القوات العراقية والمقاتلين، برر المتحدث باسم قيادة «عمليات بغداد»، اللواء قاسم عطا، اعتقال المشهداني بـ«وجود أكثر من ثمانين دعوى قضائية تتعلق بالقتل والإرهاب ضده في المحاكم المختصة».وهذه الاشتباكات هي الأولى من نوعها مع رجال «الصحوات» الذين باتوا تحت مسؤولية الحكومة العراقية منذ تشرين الثاني الماضي.
في هذا الوقت، أبدى قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال ريمون أوديرنو «مخاوف مشدّدة» من التوترات في كركوك والموصل والمناطق المحيطة بهما في الشمال، ومن تصاعد الخلافات بين حكومة الإقليم الكردي المحلية والحكومة والمركزية، محذّراً من «اشتباكات» بين الجيش العراقي والقوات الكردية «البشمركة»، التي وصفها بأنها «ميليشيات غير شرعية»، ويجب «البحث في مستقبل وجودها».
ونقل الموقع الإلكتروني لقوات الاحتلال في العراق عن أوديرنو قوله إنّ «نزاعاً مختمراً أو ناضج التفجّر في المنطقة الغنية بالنفط شمال العراق، يمكن أن يقود إلى تجديد حالة اللااستقرار، إذا ما تركت التوترات فيها من دون حل». وأشار إلى قلقه من الحالة الأمنية في الموصل وديالى، مشدداً على أنّ «قلقه الأكبر» في الوقت الحاضر، سببه «التوترات المتزايدة» بين حكومة الإقليم الكردي في الشمال والحكومة المركزية في بغداد. وكشف عن أن كبار ضباطه يقومون بأدوار «الوساطة» بين أطراف النزاع الذي يتركز في كركوك، لأنّ المهم «هو ضمان ألا تتحوّل النزاعات إلى العنف بين البشمركة والجيش العراقي».
على صعيد آخر، نقل مصدر مقرب من المرجع السيد علي السيستاني تشديده على «ضرورة عدم مخالفة الدستور تحت أي حال من الأحوال» لعدم السماح بعودة البعثيين إلى الحياة السياسية، رغم أن السيستاني كان قد رحّب، في لقائه بالأمين العام للجامعة العربية الأسبوع الماضي، بمصالحة «لا تستثني أحداً».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)