أكّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، ليون بانيتا، الذي عيّنه الرئيس باراك أوباما، أول من أمس، أنه ينوي أن يحدث قطيعة كاملة مع ممارسات الوكالة المثيرة للجدل في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.وأشار بانيتا، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إلى أن سمعة الـ«سي آي إيه» تضررت كثيراً، بعدما أكدت خطأ وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وبعد الكشف عن إجراءات مثيرة للجدل على صعيدي الاعتقال والاستجواب.
وأكد بانيتا «أريد طيّ صفحة هذه الحقبة»، و«تولي مسؤوليتنا مع احترام القانون والدستور»، بما يتماشى مع ما أعلنه أوباما لناحية وقف العمل بوسائل الاستجواب التي كانت تعتمدها وكالة الاستخبارات، وبالسجون السرية.
وقال بانيتا «بموجب المرسوم الذي أصدره أوباما، يحظر إرسال أي شخص الى الخارج لتعذيبه أو الى بلد ينتهك القيم الإنسانية»، مؤكداً أن وكالة الاستخبارات الاميركية لن تلجأ بعد الآن الى هذه الممارسات.
غير أنّ المدير المقبل للـ«سي آي ايه»، رأى أن بعض عمليات نقل سجناء ستكون«مناسبة» إذا سلموا الى قضاء دولة ليحاكموا محاكمة عادلة.
كذلك تمتلك الولايات المتحدة حق إبقاء مشتبه بهم خطرين جداً اعتقلوا في الخارج مؤقتاً في الاعتقال لاستجوابهم.
من جهة أخرى، دان بانيتا بقوة تقنية الإيهام بالغرق لاستجواب الموقوفين التي كانت تعتمدها «السي آي إيه» في عهد بوش، واصفاً إياها بأنها «تعذيب». وقال «أرى أنّ الإيهام بالغرق هو تعذيب وممارسة سيئة».
وفيما استخدمت هذه التقنية خصوصاً مع ثلاثة مشتبه فيهم رئيسيين في اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001، حسب ما قال نائب الرئيس السابق ديك تشيني، أكّد بانيتا (70 عاماً) «أنه لا ينوي تحميل موظفي (السي آي إيه) مسؤولية هذه الأعمال، لأنهم تحركوا بضوء أخضر من البيت الأبيض». وقال «يجب عدم ملاحقة هؤلاء قضائياً، أو أن يفتح تحقيق في حقهم إذا تحركوا بموجب ما صدر عن وزارة العدل».
وعن ردود الفعل المتشككة التي أثيرت حول تعيينه في منصب مدير الـ«سي آي إيه»، ولا سيما أنهّ سياسي معروف بخبرته في مجال الميزانية، لا في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، أقرّ بانيتا بأن لديه «خبرة محدودة في الاستخبارات». لكنه أكّد «أعرف واشنطن جيّداً. أعرف كيف تسير الأمور فيها، وأعرف لماذا لا تسير الأمور فيها على ما يرام».
ويشار إلى أنّ بانيتا شغل منصب الامين العام للبيت الابيض في عهد بيل كلينتون، وكان نائباً عن كاليفورنيا من عام 1976 الى 1992.
(أ ف ب)