حذّرت الدول الأوروبية، خلال مؤتمر عن الأمن عُقد في مدينة ميونيخ الألمانية خلال الأيام الثلاثة الماضية، إيران من مواجهة العزلة والمزيد من العقوبات إذا لم تلتزم بمطالب التخلي عن برنامجها النووي. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في المؤتمر، إن «برلين تأمل التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع، ونحن مستعدون للسير في هذا المسار معاً. لكننا مستعدون أيضاً لتشديد العقوبات إذا لم يُحرَز تقدم». وأضافت: «أعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستوضح لنا نهجها تجاه إيران خلال الأشهر المقبلة».
كذلك أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه «ليس هناك بديل من تشديد العقوبات على إيران بسبب أنشطتها النووية إذا لم تلتزم بالمطالب الغربية»، وقال: «يجب أن توضح روسيا أنها مستعدة للمساعدة في مثل هذه الخطوة حتى تكون العقوبات على إيران فعالة».
واستطرد ساركوزي قائلاً: «لدينا حلّ واحد فقط باقٍ، وهو تعزيز العقوبات على إيران وربط روسيا بهذه العملية. الأمر يرجع إلى روسيا لاتخاذ قرار بشأن أي وجه تريد أن تظهره. إذا أرادت السلام يجب أن توضح ذلك. إذا أرادت أن تكون لاعباً عالمياً يجب أن تساعدنا في ما يتعلق بإيران». وتابع إن «إعلان إيران أنها أطلقت قمراً اصطناعياً في مدار للمرة الأولى كان خبراً سيئاً للغاية».
في المقابل، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي إيفانوف، في مؤتمر صحافي في ميونيخ، أنه «يرحب» بعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الحوار مباشرة مع إيران بشأن برنامج طهران النووي.
أما وزير الخارجية البريطاني، ديفيد مليباند، فدعا إيران إلى السعي لتحسين علاقاتها مع الغرب، قائلاً إن الظروف «لا يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه» في الوقت الحالي.
وأضاف: «لن تصبح الظروف أفضل من أن تقول الإدارة الأميركية إنها تريد علاقات طبيعية مع إيران».
بدوره، وصف الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الذي اجتمع مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في محادثات على هامش مؤتمر الأمن، العرض الأميركي بأنه «تغيير بالغ الأهمية». وطالب الإيرانيين «بأن يفكروا بعناية شديدة بشأن معنى هذا العرض وأن يسهموا أيضاً بتقديم رد إيجابي».
وفي السياق، قال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى المحادثات مع لاريجاني، إن الأخير «كان في حالة مزاجية جيدة للغاية، كان هادئاً جداً، وهم يعرفون أن شيئاً يتحرك لذلك يجب أن يتقدموا نحوه».
في غضون ذلك، تحتفل إيران غداً الثلاثاء بذكرى بمرور ثلاثين عاماً على ثورتها الإسلامية، مشددة على ولائها لمُثل «العدالة والحرية» التي تؤلف دعامتها.
وككل سنة، ستتوجه حشود من أهل طهران سيراً على الأقدام إلى ساحة أزادي (الحرية) في أجواء احتفالية يختلط فيها موظفو الدولة وعمال المصانع مع أعضاء الميليشيا الإسلامية «الباسيج» والمواطنين العاديين.
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أن هناك أربعة أقمار اصطناعية أخرى قيد الإنجاز، بعدما أطلقت طهران الأسبوع الماضي قمرها «الأمل» إلى الفضاء. وقال الوزير محمد سليماني: «هناك الآن أربعة أقمار قيد الإنتاج بواسطة خبراء إيرانيين». وأضاف أن «التفاصيل بشأن هذه الأقمار الأربعة ستُعلَن حين تصبح جاهزة تماماً للإطلاق»، مشيراً إلى «محاولة زيادة الوزن والارتفاع لإطلاقها».
(أ ف ب، رويترز)