واشنطن ــ محمد سعيدكشفت صحيفة «ديلي تلغراف»، أمس، أن لندن أصبحت «هدفاً للتجسّس» من قبل 20 وكالة استخبارات أجنبية، تحاول جاهدة سرقة أدق أسرار بريطانيا وأشدّها حساسية على الإطلاق.
في موازاة ذلك، اختارت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» التجسّس على الجالية الباكستانية في بريطانيا بزعم علاقتها بتنظيم «القاعدة». وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته أمس، نقلاً عن وثيقة أمنية حكومية، إن «روسيا والصين تملكان شبكات التجسس الأكثر نشاطاً في المملكة المتحدة». كذلك تشمل قائمة وكالات الاستخبارات الأجنبية إيران وسوريا وكوريا الشمالية وصربيا وعدداً من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا. وتحذّر الوثيقة من محاولة هذه الوكالات سرقة أسرار عسكرية واتصالاتية وتاريخية وأخرى تتعلق بالصناعات المختصة بالملاحة الجوية.
وتشير الوثيقة، التي تحمل تاريخ 19 كانون الثاني الماضي، والتي أعدّتها وحدة استخبارات تابعة للجيش البريطاني، إلى أنه بات من السهل أن تفتقد لندن استشعار التجسّس التقليدي بالانسياق وراء تهديدات تنظيم «القاعدة» وحدها. فبعدما «كانت أنشطة التجسس موجّهة للاستحواذ على أسرار عسكرية وسياسية، تتطلب استخبارات العديد من الدول في عالم اليوم تكنولوجيات فائقة في مجال المعلومات والطيران والبصريات والإلكترونيات، ومن ثمّ فإن أجهزة الاستخبارات تستهدف حالياً المؤسسات والمشاريع التجارية أكثر من أيّ وقت مضى».
ونشرت الصحيفة ذاتها تقريراً ذكرت فيه أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قضت 18 شهراً في تطوير شبكة من العملاء في بريطانيا لمحاربة «القاعدة». وقالت إن مسؤولي الـ«سي آي إيه» أبلغوا الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الوكالة تنفذ عملية تجسس واسعة النطاق في المملكة المتحدة لمنع تكرار وقوع هجمات على غرار 11 أيلول 2001. وعزا مسؤولو الوكالة عمليات التجسس في بريطانيا إلى اعتقادهم بأن من يصفونهم بـ«المتشددين الباكستانيين المولودين في بريطانيا، الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة من دون تأشيرات مسبقة، هم أكبر مصدر محتمل لوقوع هجوم إرهابي جديد على الأراضي الأميركية». ووسط الحديث عن أنّ نحو 40 في المئة من نشاطات الـ«سي آي إيه» تدور الآن في بريطانيا، لم يسع مسؤول بريطاني سوى القول إنه «أمرٌ لم يسبق له مثيل».