strong>موسكو مع «مساهمة أكبر» من واشنطن... وباريس تطالب أوباما بـ«الحزم» تشعر طهران بأنّ سيل المواقف الأميركية المتدفّق من واشنطن ورسائل الغزل السياسي الداعية إلى حوار معها مجرد خديعة إعلامية لا نيّات جديّة وراءها، لكنها في الوقت نفسه، تجد في ذلك فرصة لا بد أن تستغلها في ما لو توافر شرط الاحترام المتبادل

طهران ــ محمد شمص
حذّر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني من أن أيّ «خديعة» قد تقوم بها الولايات المتحدة تحت شعار الحوار مع طهران «ستكون مضرّة، لأن المنطقة بحاجة الآن إلى تغييرات استراتيجية وشاملة لا إلى خطوات تكتيكية»، مؤكداً استعداد إيران «لحوارٍ جدّي ضمن آليات واضحة وشفّافة». ورأى أن «مجرد تغيير لحن الخطاب السياسي لن يُحدث أي تغييرٍ جوهري، وهي مجرد رسائل وكلمات في وسائل الإعلام يكتنفها الكثير من الغموض».
لكن ثمة قرار في المطبخ السياسي الإيراني على أعلى مستوى بألا تضيّع طهران الفرصة التي قدّمها الرئيس الأميركي باراك أوباما للحوار معها. وهي تنظر إليها بجديّة، حسبما تقول وزارة الخارجية الإيرانية، إلا أنها ترى أيضاً أنّ للحوار آداباً.
وتفيد مصادر إيرانية مطّلعة «الأخبار» بأن تصريحات وردود المسؤولين الإيرانيين على دعوة الرئيس أوباما إلى الحوار «لا تعبّر بالضرورة عن الموقف الرسمي والنهائي لإيران، بل هي تبادل لرسائل إعلامية وسياسية بهدف جسّ النبض ومعرفة حقيقة هذه الدعوات الأميركية، لأن ملف العلاقات الأميركيّة الإيرانية حسّاس للغاية، وصاحب القرار الفصل فيه هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي يعتقد أن الجلوس مع الأميركيين إلى طاولة واحدة للتفاوض هو مكسب سياسي لأميركا، وبمثابة تنازل من قبل إيران».
وتضيف المصادر أن طهران «ترفض الحوار لأجل الحوار، لكن الحوار الذي تحكمه مبادئ، في مقدّمها الاحترام المتبادل والندّية وتخلّي أميركا عن نزعتها الاستكبارية».
وفي السياق (أ ف ب، رويترز)، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال مؤتمر صحافي عقده أثناء زيارته للكويت، «آمل أن يجري أوباما مشاورات مع إيران بذهنية منفتحة، ولكن مع شيء من الحزم». وأضاف «إذا أرادت إيران (الطاقة) النووية المدنية، فهذا من حقّها، ولكن إذا أرادت (الطاقة) النووية العسكرية فستواجه مشاكل مع المجتمع الدولي»، معتبراً أن «إيران نووية هو خبر سيّئ جداً بالنسبة إلى المنطقة». وقال «نأسف كثيراً لكون بعض القادة الإيرانيين لا يستمعون إلى صوت العقل».
أمّا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد أعلن خلال لقائه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، في موسكو، أن بلاده ترحّب باستعداد أوباما للتفاوض مع إيران. وقال «نعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على القيام بمساهمة أكبر (في عملية التفاوض) بالنظر إلى المقاربة الجديدة التي يمكن ملاحظتها حيال إيران».
من جهة أخرى، رأى نائب رئيس أركان الجيوش في وزارة الدفاع الأميركية الجنرال جيمس كارترايت أن إطلاق القمر الصناعي الإيراني «مقلق»، لأن التكنولوجيا المستخدمة «شبيهة بالتكنولوجيا المستخدمة في صاروخ باليستي».
وأضاف كارترايت أن «العمل الذي قاموا به بدائي»، وهو «ليس صاروخاً بعيد المدى، لكنه الطريق الذي يوصل إليه، لذلك يتعيّن علينا أن نشعر بالقلق».
إلى ذلك، نفت طهران أمس تقريراً نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، الشهر الماضي، ذكر أن إيران تواجه نقصاً في مادة اليورانيوم الخام، الذي تحتاج إليه لبرنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية حسن قشقاوي، في مؤتمر صحافي في طهران، إن «مثل هذه الأنباء تروّج لها وسائل الإعلام من دون أساس علمي. هذه الأنباء نتاج قليل من التحليلات والتكهّنات والمقالات».

وقال خامنئي، أثناء استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلّح (الصورة) في طهران، «استطاعت المقاومة أن تُفشِل أهداف العدوان الذي استهدف إلغاء القضية الفلسطينية من قاموس السياسة العالمي ومحاولة إقناع العالم بأن الفلسطيني هو المعتدي».
وتابع خامنئي «اعتقادنا الجازم أن النصر النهائي لفلسطين سيتحقّق قريباً»، مضيفاً «في الساحة السياسية لا ينبغي الاستسلام والانصياع لإرادة العدو، ولكن بالتعويل على القوة الذاتية، كما هي الحال في الساحة العسكرية، يجب حمل العدو على الخضوع».
(الأخبار)