واشنطن ـ محمد سعيدكشف تقرير مكتب المحاسبة الحكومي التابع للكونغرس الأميركي، في أحدث تقرير له، عن فشل الجيش الأميركي في اقتفاء أثر نحو 130 ألف قطعة أسلحة اشترتها وزارة الدفاع (البنتاغون) وشحنتها إلى قوات الأمن الأفغانية، ويُرجّح أنّها وصلت إلى «طالبان» التي صعّدت بدورها هجماتها عشية زيارة المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، وذلك لإبراز قدرتها على اختراق العاصمة الأفغانية كابول والوصول لأي هدف بسهولة.
وقال مكتب المحاسبة الحكومي، في تقريره الذي قدّمه إلى لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب، إن المسؤولين العسكريين فشلوا في الاحتفاظ بسجلات كاملة لنحو 87 ألف قطعة سلاح تشمل مسدسات ومدافع هاون وقذائفها، وإنّ السجلات تشمل ثلث الأسلحة الخفيفة التي سُلّمت إلى قوات الأمن الأفغانية.
كذلك وجد المكتب في تحقيقاته أنّ المدربين الأميركيين لا يحتفظون بسجلات عن 135 ألف قطعة سلاح أخرى تبرّعت بها 21 دولة، بينها هنغاريا ومصر وسلوفينيا ورومانيا. وأشار إلى أنّه حتى حزيران 2008 لم يقم الجيش الأميركي بأي خطوة من أجل تسجيل الأرقام المتسلسلة لنحو 46 ألف قطعة سلاح قدّمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية، ما يجعل من المستحيل اقتفاء أثرها إذا ما كانت في الأيدي الخطأ، كذلك لا يعرف الجيش الأميركي مصير 41 ألف قطعة سلاح مسجّلة بالفعل في سجلاته.
في هذا الوقت، وصل هولبروك إلى كابول قادماً من باكستان وسط إجراءات أمنية مشددة غداة وقوع ثلاث هجمات متزامنة نفّذتها «طالبان» ضدّ مكاتب حكومية وأدّت إلى مقتل 26 شخصاً وثمانية انتحاريين.
ويقول خبراء إنّ هذه الهجمات تكشف عن مدى تردّي الأوضاع الأمنية في أفغانستان والشعور المتنامي بحالة الحصار التي تعاني منها العاصمة، كابول، وأنها أبرزت قوة التنسيق والارتباط بين مقاتلي «طالبان» وشبكة القوى القبلية المسلّحة في المناطق الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان، التي زارها هولبروك بمرافقة قوات من الجيش الباكستاني.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن المعلومات الاستخبارية الأولية تشير إلى أن هجمات الأربعاء ربما كانت من تخطيط أو دعم شبكة جلال الدين حقاني في باكستان.
وفيما كان هولبرك يزور منطقة موهماند القبلية، وقع هجوم بقنبلة في بيشاور قُتل فيه عضو في مجلس الإقليم الحدودي وأصيب سبعة آخرون.
إلى ذلك، اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليل أول من أمس، في البيت الأبيض مع وزير دفاعه روبرت غيتس، لمناقشة خطط تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.