أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ترحيبه بالإشارات الأميركية المتعلقة بمراجعة خطط الدرع الصاروخية في شرق أوروبا من دون شروط، إذ أكد أن «الموضوع لا صلة له بالبرنامج النووي الإيراني»، بعدما كانت واشنطن قد أشارت إلى أن استعدادها لإبطاء خطط نشر الدرع مشروط بموافقة موسكو على «المساعدة في منع إيران من تطوير أسلحة نووية».ونفى لافروف خلال مقابلة سجلها الأسبوع الماضي مع قناة «تي في سنتر» الروسية، وبثت أمس «وجود أي علاقة بين الدرع الصاروخية وإيران»، قائلاً: «قلنا مراراً علناً إن الدرع الصاروخية في رأينا المبني على الخبرة والمعرفة، وانطلاقاً من اقتناع عميق، ليس لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني». وأضاف أنها «مرتبطة بالاستقرار الاستراتيجي وتؤثر مباشرة على ترسانة الاتحاد الروسي».
لكن لافروف شدد في مقابلة أخرى مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية على أن «روسيا منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة»، مستطرداً أن بلاده «اقترحت التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن درع صاروخية قبل عام ونصف عام». وأضاف: «لم يفت الأوان. يمكننا الجلوس حول طاولة المفاوضات وتقويم الوضع».
وتابع لافروف أن «بلاده ترغب في تعزيز التعاون مع الغرب بسبب تدهور الوضع في أفغانستان»، مرحباً «خصوصاً بالإشارات الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في شأن إيران».
ولإثبات التعاون في الملف الأفغاني، أعلن لافروف أن «عبور الإمدادات الأميركية إلى أفغانستان عبر الأراضي الروسية سيبدأ في غضون أيام»، مضيفاً: «أكدنا بوضوح أننا مستعدون لفعل هذا الأمر لأنه يتماشى كلياً مع الاتفاقات التي أبرمناها مع حلف شمالي الأطلسي، وهذا العبور سيبدأ في غضون أيام».
وكان وكيل وزيرة الخارجية الأميركية، وليام بيرنز، قد أجرى محادثات في موسكو أشار خلالها إلى أن «الولايات المتحدة مستعدة للبحث في إعادة وضع خططها بشأن الدرع الصاروخية لتشمل موسكو».
إلى ذلك، تظاهر مئات الروس، أول من أمس، في العديد من كبرى المدن الروسية، احتجاجاً على فصل عدد كبير من العمال، في انعكاس للأزمة الاقتصادية على البلاد.
وهذه التظاهرات هي أكبر حركة احتجاج اجتماعية تنظم في روسيا منذ تظاهرة فلاديفوستوك (أقصى الشرق)، نهاية كانون الأول الماضي، التي انتهت باعتقال نحو 200 شخص.
(أ ف ب، رويترز)