واشنطن ــ محمد سعيد نفى مسؤول أميركي أن تكون وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد قررت زيارة إسرائيل عقب جولتها الآسيوية، التي ستبدأها اليوم، لمدة أسبوع.
وكانت تقارير قد ذكرت أن الحكومة الأميركية ستبدأ اتصالاتها بالحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأنه من المقرر أن تزور كلينتون تل أبيب في الثالث من آذار المقبل.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الأخبار»، «يبدو أن الإسرائيليين والمصريين يتنافسون على تسريب معلومات بشأن زيارة كلينتون وتحديد تواريخ لها، وهي ليست أكثر من تكهنات، إذ لم يُقرّر أيّ شيء في هذا الشأن». وتقول مصادر أميركية إنّ مستشاري كلينتون يترددون بشأن تقويم جدوى زيارتها، أوائل الشهر المقبل، إذ يحتمل أن تكون إسرائيل في منتصف عملية تأليف حكومة ائتلافية. ويرى مؤيّدو الزيارة أنها ستعطي إدارة باراك أوباما فرصة لتحديد توقعاتها من أي حكومة تؤلَّف، وربما تطبع تأثيرها على تشكيلة الائتلاف الحكومي في إسرائيل. ويرجّح محلّلون أنه سواء أُلّفت حكومة بواسطة حزب «الليكود» أو «كديما»، سيكون هناك انقسام شديد حيال مباشرة مفاوضات تسوية سلمية، ولا سيما أن فرص اتفاق سلام شامل تقلّصت، على الأقل لفترة من الوقت.
غير أنّ هناك بعض المسؤولين ألاميركيين يقرّون بأن حكومة إسرائيلية جديدة ستتحرك صوب صنع سلام. إذ رأى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الإفصاح عن هويته، أنّه لا يزال لدى الحكومة الأميركية وفرة من الأسس والركائز التي يمكن العمل من خلالها مع أي حكومة إسرائيلية جديدة.
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يعتزمان مطالبة إسرائيل بالالتزام بتعهداتها وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ونقلت عن دبلوماسيين أميركيين قولهم، إنه على ضوء تزايد احتمال تكليف رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو بتأليف الحكومة المقبلة، فإن كلينتون وميتشل سيركّزان خلال زيارتيهما القريبتين إلى إسرائيل على بذل جهود من أجل الحفاظ على حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية. حتى إن الولايات المتحدة ستطالب إسرائيل بالامتناع عن فرض وقائع جديدة على الأرض، عبر الضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتنفيذ تعهداتها بإزالة حواجز عسكرية لتسهيل حرية تنقّل الفلسطينيين في الضفة. كذلك سيكون موضوع تجميد أعمال البناء في المستوطنات مطلباً أهم من تفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية.
وسط هذه الأجواء، يتكهّن خبراء في شؤون المنطقة بصدام محتمل بين تل أبيب وواشنطن على خلفية كيفية التعامل مع برنامج إيران النووي.