strong>المعارضة تقرّ بالهزيمة وتحصّن مواقعها بـ 5 ملايين صوتبعد 15 شهراً على هزيمته الأولى في الصناديق، عوّض الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن خسارته ليفوز بالاستفتاء الذي يُعطيه الحق في إعادة الترشح إلى الرئاسة عام 2012. وعلى الرغم من حجم تدخل ماكينة الدولة، قبلت المعارضة هزيمتها بسرعة، بعدما وجدت فيها بوادر تحسّن لمصلحتها في ميزان القوى الإجمالي

بول الأشقر
بعد ثلاث ساعات على إقفال مراكز الاقتراع، أعلنت رئيسة اللجنة الانتخابية الوطنية نتائج الاستفتاء الوطني على التعديل الدستوري، الذي يُجيز رفع القيود من أمام إعادة الترشح لكل من يتولى مركزاً تنفيذياً، وفي المقدّمة الرئيس هوغو تشافيز. وبحسب أول تقرير من اللجنة بعد فرز أكثر من 94 في المئة من الأصوات، اقترع 54،3 في المئة من الأصوات بـ«نعم» لتعديل الدستور، فيما اقترع نحو 45 في المئة من الناخبين بـ«لا».
ويمثل الفارق بين الخيارين نحو مليون صوت، إذ نال التصويت على اقتراح التعديل أكثر بقليل من 6 ملايين صوت، فيما نالت المعارضة أكثر من 5 ملايين صوت. وفي الولايات المختلفة الحجم التي تتألّف منها فنزويلا، فازت الموالاة بعشرين ولاية، فيما تقدّمت المعارضة في أربع ولايات. وقُدّرت المشاركة بأكثر من 67 في المئة من الجسم الانتخابي.
لحظات قليلة بعد تلاوة البيان الانتخابي، امتلأت الساحة المقابلة لقصر ميرافلوريس، مقرّ رئاسة الجمهورية، بأنصار تشافيز الذي أطلّ على الجماهير من على شرفة القصر، محاطاً بابنتيه وأحفاده وعدداً من أبرز معاونيه. وما إن تكلّم الرئيس، حتى طالبت الحشود بتحويل الحدث إلى «شبكة وطنية»، ما يعني إلزامية بثّه على جميع محطات الإذاعة والتلفزة.
وقال تشافيز «ما تحقق اليوم هو انتصار شعبي، لأن الشعب نجح في فتح أبواب المستقبل واسعاً». وأضاف أن «الدساتير الموروثة كانت تحول دون التغييرات المتتالية التي تفرضها صياغة مشروع بمستوى الوطن». وتابع «على خطى القديس بولس، سأضحّي بحياتي بكل لذّة لمصلحة الشعب».
وفي إشارة إلى مغزى الاستحقاق الحقيقي، قال تشافيز «من الآن أقول لكم، إذا سمح الله والشعب بذلك، الجندي الموجود أمامكم سيكون مرشحاً لانتخابات عام 2012». وقرأ برقية الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، التي تلقّاها في اللحظة نفسها لإعلان النتائج، ووصف فيها الزعيم الكوبي الفوز بـ«الحدث الضخم الذي يستحيل قياس آثاره».
وفي اعتراف ضمني بالمشاكل التي تعانيها فنزويلا وكانت مادة تحريض المعارضة، شدّد تشافيز على أنّه ينوي تكريس السنوات الأربع الباقية من ولايته لمسائل مثل الأمن والفساد. وختم بإعلان «أسبوع للحب» مع اقتراب الكارنفال، من دون تحديد تفاصيله، وهو ما كان قد وعد به أنصاره، مضيفاً أنّه سيشمل أيضاً أنصار الـ«لا» الذين دعاهم إلى الاعتراف بـ«وقار بانتصار كلّ الشعب الفنزويلي».
ساعات قليلة بعد إعلان النتيجة، أقرّت قيادات المعارضة، خلال مؤتمر صحافي مشترك، بانتصار تشافيز. وقد رطّب الاعتراف تخطّي المعارضة للمرة الأولى عتبة الخمسة ملايين صوت. وقال رئيس حزب «عهد جديد»، عمر بربوزا، «نالوا عدداً أكبر من الأصوات، ولكننا لم نتنافس ضدّ اقتراح، بل مقابل ماكينة للدولة مستعدّة للقيام بأي شيء من أجل الفوز بالتحدي».
وحضر الحب أيضاً في تعليقات المعارضة، فقال زعيم حزب «العدالة أولاً»، توماس غوانيبا، «نفهم ما حدث اليوم بأن التغيير آت عام 2012، لأن اليوم يمثّل التزام حب نقطعه مع قوة ديموقراطية نبتت في قلوب الفنزويليين تعبّر عن بلد يناضل ولا يتخاذل وسيكون يوماً للجميع». أما زعيم حزب «قادرون»، إسماعيل غارسي، الذي تخلّى عن دعمه لتشافيز خلال الاستفتاء الماضي، فاعتبر النتائج «انتصاراً هزيلاً للمشروع الاستبدادي»، مشيراً إلى أنّ «الخمسة ملايين صوت التي حصلت عليها المعارضة تمثّل نصف مقاعد المجلس النيابي عام 2010، والأكثرية عام 2012»، خاتماً «اعتنِ بانتصارك أيها الرئيس، لأننا نحن بشجاعة ووقار نعترف بهزيمتنا».